المخدرات والتدخين
تعد مشكلة تعاطي المخدرات واحدة من أخطر المشكلات التي تهدد المجتمعات في عالم اليوم، وذلك بعد أن أصبح التعاطي غير المشروع لهذه المخدرات ظاهرة شائعة في معظم أنحاء العالم ولعل ذلك يشير بوضوح إلى الخلل في القيم والأنظمة الاجتماعية لتلك المجتمعات 0 وعلى الرغم من أن خطورة مشكلة المخدرات تستهدف المجتمع بجميع فئاته العمرية والاجتماعية إلا أن خطورتها الحقيقة تكمن في أستهدفها لفئة الشباب بالذات مما ينعكس سلباً على كافة النواحي المتعلقة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية 0 ولقد أكدت معظم الدراسات والبحوث الميدانية والأكاديمية على أن تعاطي المخدرات هو نقطة البداية لكثير من الجرائم بل أنها تقود ضحيتها بالتأكيد إلى ارتكاب جريمة السرقة والاعتداء على الغير بهدف الحصول على ثمن تلك السموم 0 وعلى الرغم من أن الانتشار في الوطن العربي لم يصل إلى حد الظاهرة المخفية الذي وصلت إليه هذه المشكلة في المجتمعات كثيرة إلا أن الأجهزة الأمنية العربية وعلى رأسها مجلس وزراء الداخلية العرب قد بادرت إلا مجابهة هذه الظاهرة أيمانا منها بأهمية الوقاية المبكرة تفادياً لما قد ينتج عنها من آثار تنعكس على المجتمع كله 0 ولقد عملت أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية بصفتها الجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب على إقامة مناشط علمية كثيرة في إطار مكافحة المخدرات وشملت هذه المناشط الحلقات العلمية وبرامج التدريب المتقدم لرجال الأمن العرب المتخصصين في مجال مكافحة المخدرات إضافة إلى المحاضرات الثقافية ، والمشاركات العملية في الندوات والمؤتمرات التي تعقد لدراسة هذه الظاهرة وسبل الوقاية منها في العالم العربي وغيره من بلدان العالم 0 إن الإنسانية وهي تحتفي باليوم العالمي لمكافحة المخدرات قد تنبهت و أدركت حقيقة هذا الداء الوبيل وما يشكله من خطورة شديدة تنتهي بالفتك والتدمير بالمجتمعات مما يستلزم التحالف والتكاتف والعمل على التوعية حرصاً على المصير المشترك للشعوب والتي من ضمنها شعبنا العربي 0 ولعل في هذه المناسبة تذكير لجميع المسؤولين في الميدان الأمني والاجتماعي والإعلامي والمؤسسات التربوية والدينية بضرورة تكاتف الجهود وترسيخ التعاون للحد من هذه الآفة القاتلة ، إذ أنه من دون هذا التعاون والتكاتف لن تقف هذه الآفة عند حد 0
• الأسرة والمدرسة والدور المطلوب :
إن من ألد الأعداء للإنسان في هذه الحياة الشيطان والنفس الأمارة بالسوء والدنيا والهوى وقرناء السوء والأمراض والمخدرات 00 والله سبحانه وتعالى قد هيأ للإنسان المعيشة الكريمة في هذه الدنيا ودله على طريق الخير ، وكل ما فيه خير للإنسان وجهه إليه وهيأه له وكل ما فيه شر له حذره منه وأمره بالابتعاد عنه ؛ وقد أرسل رسله إلى خلقه لكي يخرجوهم من الظلمات إلى النور ،وجعل في نفس كل إنسان البصيرة والفطرة السليمة فيهتدي إلى الخير أو يغلب عليه الشر وهكذا0 والمخدرات التي استشرى شرها وخطرها هي باتت من أشد الأعداء وألدهم ،وأصبحت جميع الدول الإسلامية والعربية وغيرها تحاربها علنا وسرا وتحذر مواطنيها منها0وقد أجمع كبار العلماء في بلادنا على خطرها ونادوا بمحاربتها 00وحكومتنا الرشيدة لا تألوا جهدا في سبيل محاربة المخدرات والضرب بأيد من حديد على المروجين والمهربين لها وتنفيذ حكم الله فيهم 00كما أنها أنشأت المستشفيات الخاصة بعلاج المدمنين على المخدرات والأخذ بأيدي من وقع في شراكها وعلاجهم وإعادتهم إلى حياتهم الطبيعية حتى يعيش إنسانا كما أراده الله سبحانه وتعالى خليفة في الأرض يعمرها ويصلحها ويعبد ربه حق عبادته 00وباتت جميع المؤسسات التربوية والعلمية والصحية والاجتماعية تحذر من المخدرات وتنادي بمحاربتها 00 كما أن للأسرة دور كبير في وقاية أبنائها من الوقوع فيها وغرس وتعميق الإيمان في نفوسهم الذي بواسطته وعن طريقه لن يهوي شخص في درك المخدرات وبراثينها كما أن للمدرسة دور مهم في ذلك 00ومن خلال زيارتنا لمستشفيات الأمل ومراكز علاج المدمنين وحدثينا مع من منّ الله عليهم بالشفاء من الإدمان وذلك بفضل الله سبحانه ثم بفضل جهود حكومتنا الرشيدة أخبرونا أن من أهم الأسباب التي قادت أولئك النفر إلى الوقوع في براثن المخدرات هو السفر إلى خارج البلاد من أجل السياحة والفرجة والترفيه عن النفس وكذلك قرناء السوء0 كما أن للوضع الأسري والمشاكل والخصومات والمشاحنات والطلاق وعدم الاهتمام بالأبناء جعلهم فريسة لشياطين الإنس الذين بدورهم دلوهم بغرور نحو هاوية المخدرات 00 وهنا نتساءل هل التربية الأسرية لم تكن كافية ،وهل التربية التي قامت بها المدرسة هي الأخرى لم تكن كافية حتى وقع من وقع في براثن المخدرات،ونحن هنا على مفترق طرق وعلى من نرمي باللائمة 00إذن ما هو دور الأسرة وما هو دور المدرسة في مكافحة المخدرات والتوعية بأضرارها وأهم الخدمات الإرشادية المصاحبة للتوعية بأضرار المخدرات ؟؟0إن الأبناء في نموهم يمرون بمرحلة خطرة تحتاج إلى رعاية ومتابعة وعناية وهي مرحلة المراهقة في المرحلة المتوسطة وقد تمتد من الابتدائية حتى الثانوية ،حيث تبدأ تغيرات فسيولوجية وذهنية وانفعالية واجتماعية هامة في الظهور ينعكس أثرها على سلوكه ،حيث يبدأ التفكير بنفسه والإحساس بأهميته باعتباره إنسانا يرغب في التحرر من الاعتماد على أسرته لإظهار ما لديه من قدرات في الإبداع والتعبير والتحدث عن الذات ليكون ذا قيمة أمام الآخرين 0 فإذا لم يساهم البيت في تهدئة مشاعر القلق التي تثور في نفس المراهق نتيجة للتغيرات البدنية السريعة التي تحدث في أثناء المراهقة وإذا لم تساهم المدرسة بتشجيع الجوانب المختلفة لديه وإعطائه فرصا للإفصاح عن نفسه وتنمية شخصيته عن طريق التعبير الأدبي أو الفني أو النشاط الرياضي أو الاجتماعي ، وإذا لم يلق تشجيعا من البيت ومن المدرسة للتحدث عن مشكلاته إمّا على نحو فردي أو في حلقات مناقشة جماعية ومحاولة فهم الانفعالات التي تقف في نفسه وتوجيهه فيما يعرض من مشكلات دون نقد صارم وهدام ، فإن هذه الطاقة إذا تركت بدون توجيه قد تدفع بالمراهق إلى ضروب الانحراف الهدام مع رفقاء السوء وتثير في نفسه الشعور بالخطيئة أو تزيد ما فيها من هذا ضراما كما أن كلمة جارحة أو عبارة لاذعة قد تدفع بالمراهق إلى الموت بدلا من رغبته في الحياة 00لذلك فإن دقائق معدودة فيها الإنصات والتروي والهدوء من الأسرة ومن المدرسة قد تجنب المراهق أزمات نفسية تأخذ من وقته وجهده الشيء الكثير0وانحراف المراهق في هذه المرحلة يعتمد على الرفقاء والجلساء والأصحاب الذين يرافقهم ويجالسهم ويصحبهم ونحن نعلم مدى تأثير الرفيق والصاحب والجليس 0وقد قال رسول الهدى صلى الله عليه وسلم إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ،فحامل المسك إمّا أن يحذيك وإمّا أن تبتاع منه وإمّا أن تجد منه ريحا طيبة ، ونافخ الكير إمّا أن يحرق ثيابك وإمّا أن تجد منه ريحا خبيثة )0
وقال الشاعر :
أنت في الناس تقـاس
بمن اخترت خـليلا
فاصحب الأخيار تنجو
وتنل ذكرا جـمـيلا
وقال آخر :
فلا تصحب أخا السـوء
وإيّاك وإيـّـــاه
فكم من جـاهل أردى
حكيما حين أخــاه
يقاس المرء بالـمــرء
إذا ما المرء ماشـاه
فقد يقود الرفقاء السيئين المراهق إلى سلوكيات سلبية وخطيرة وإلى الانحراف وإلى أمور لا تحمد عاقبتها 0
• الأضرار الطبية والنفسية للمواد الإدمانيـــة :
كلنا يعرف المثل القائل الوقاية خير من العلاج وقد وضعت منظمة الصحة العالمية منذ حوالي عشر سنوات تقسيما للمواد الإدمانية من تأثيرها على الجهاز العصبي وهذه المواد هي مواد كيميائية تغير الوعي بصفة عامة أما زيادة أو نقصانا وهي مواد سامة في تركيبها وإذا تعاطاها الإنسان أصاب نفسه وأسرته ومجتمعه بالضرر الجسيم وتشمل هذه المواد:
1ـ مواد منشطة للجهاز العصبي: مثل الامفيتامينات حبوب الكبتاجون أو الأبيض أو مواد نباتية مثل الكوكايين - القات والنيكوتين.
2ـ مواد مثبطة للجهاز العصبي : وتشمل الكحول الإيثيلي الخمر الباربيستورات مثل السيكونال الكبسول الأحمر) بالإضافة إلى المواد الطيارة والتي تستعمل بالتشفيط الغراء - الباتكس - البوية والبنزين وغاز الولاعات.
3ـ مواد مهلوسة: مثل نبات القنب الهندي الحشيش والماروانا أو مصنعة مثل حامض الليسارجيد ( ل . س . د) وأقراص الفانسيكلدين تناول هذه الموادالسامة أياً كانت طريقة تعاطيها سواء بالفم أو الحقن أو الشم تصل في النهاية إلى الدم والدم يغذي جميع خلايا الجسم، وبالتالي تؤثر هذه المواد على جميع أجهزة الجسم المختلفة وأكثر أجهزة تضرراً بهذه السموم هو الجهاز العصبي خاصة خلايا المخ التي إذا تلفت لا تعود للعمل مرة أخرى وكذلك الكبد وهو الذي يقوم بالتعامل مع هذه السموم لتكسيرها إلى مواد يابسة في محاولة من الجسم لطرد هذه السموم عن طريق الجهاز البولي الكليتين 0
• معنى الادمان :
اصطلاح الإدمان Addiction تعرض إلى عدة تغييرات ، خاصة بعد اهتمام منظمة الصحة العالمية في دراسته على نطاق واسع ، واليوم نجد مصطلحات عدة ، فهناك مصطلح التعود ، ومصطلح الاعتماد 0 ومصطلح الاعتماد Dependance على المخدرات ، يعني التعلق النفسي أو العضوي على عقار أو مخدر معين ، بحيث لا يتمكن المصاب من التخلي عنه 0 فإذا تخلى عنه ظهرت لديه مضاعفات تسمى ( أعراض الانسحاب ) ، إذن فالاعتماد هو ما يدل على الادمان سابقا 0
التعود Habituation : هو الاعتماد النفسي فقط بحيث يستمر المصاب بتناول المادة المخدرة ، ولكنه لا يضطر إلى زيادة الكمية ، كما لا تؤثر في علاقاته الاجتماعية وكفاءته المهنية 0
• تعريف الإدمان :
هو مجموعة المظاهر النفسية والعضوية التي تلي استخدام مادة أو عقار ما بشكل متكرر ، مع رغبة جارفة في استعماله رغم مضاره ، بحيث تتحكم المادة المخدرة في الشخص وتجعله يزيد الجرعة في المرات اللاحقة حتى يصل إلى درجة يتعرض فيها لأعراض انسحابية خطيرة جدا في حال توقف أو امتنع عن تناولها وقتيا أو دائما0
الإدمان يؤدي إلى :
أ - اضطراب وتغير في مزاج الشخص المتعاطي ودرجة وعيه .
ب - اضطراب المواد الكيميائية الطبيعية والتي تفرزها خلايا المخ مثل الانكفالين والفا وبينتا اندروفين وكذلك الناقلات العصبية الأخرى وبالتالي تنفير مشاعر وتصرفات المدمن0
ج - كذلك هذه المواد تؤدي إلى فقدان حالة التوازن التي عليها خلايا الجسم واعتماد الجسم عليها لحفظ توازنه (Homeostasis) من نشوء رغبة ملحة لاستعمال المادة التي يتعاطها المدمن وهذا ما يعرف بالاشتياق النفسي (Craving)
د - المدمن يجد نفسه في حاجة مستمرة لزيادة الجرعة (Tolerance) وتحدث له مجموعة من الأعراض عند محاولة التوقف عن التعاطي وتلك تسمى بالأعراض الانسحابية (Withdrawl Symptoms)
• أسباب الإدمان وعوامله :
يوجد بعض الاختلاف بين الإدمان على المخدرات كالحشيش والكبتاجون والهرويين والكوكايين وبين الخمر ، إلا أنه توجد بعض العوامل الأساسية المشتركة في إحداث الإدمان بصفة عامة والعوامل هي :
1ـ اضطراب الشخصية : ونقصد بالاضطراب في الشخصية هو ذلك العجز الكامن في الشخصية ( الحاجة للشعور بالاطمئنان أو الثقة أو الامتياز أو الشجاعة ) ، وقد يكون الجنسي والانحراف هو الدافع الذي يدفع إلى الإدمان ، وبهذا يصبح الإدمان وسيلة دفاعية لعجز الشخصية 0
2ـ العوامل الاجتماعية والبيئية : تختلف الشعوب في عاداتها الخاصة بالإدمان ، ويختلف ذلك من منطقة لأخرى ، فالإدمان الكحولي يقل في البلاد الإسلامية ، في حين يكثر في البلدان الإسكندنافية وسويسرا وفرنسا 0 كما ينتشر لدى الفئات المهاجرة والفقيرة ، وعند شيوع البطالة والأزمات الاجتماعية 0 وينتشر الإدمان بين التجار ، وبائعي الخمر والشباب 0
3ـ العوامل النفسية : حيث أن القلق والتوتر يدفع الشخص إلى الهروب والتخفيف من تأثيرها حيث نجد الإدمان عند الغرباء والوحيدين والمنبوذين والذين فقدوا الأعزاء ، أو فشلوا في مشاريع معينة أو صدمات عاطفية 0
4ـ العوامل المادية والاقتصادية : كهبوط ثروة فجأة ، أو الإفلاس فجأة أو الصفقات التجارية 0
5ـ المشاكل العائلية والخلافات الزوجية وعدم الاتفاق ، والغيرة ، وفقدان الحب 0
6ـ الاضطرابات العقلية : حيث من المحتمل أن يكون الإدمان سلوك ظاهري وعرضي لمرض عقلي عميق 0 لذلك نجد أن بعض المدمنين مصابين بالفصام والاكتئاب ، والبارانويا ، والهذيانات ، أو التوهمات 0
7ـ الدوافع الدينامية في الشخصية : وهي في تلك الشخصيات التي تعاني صراعات نفسية ، وخاصة التي تحمل نزعات عدوانية ذاتية ، وتكون السمات الفمية ( التثبيت إلى المرحلة الفمية ) حيث اعتبر فرويد والمحللون النفسيون أن الإدمان هو نكوص إلى مرحلة سابقة بسبب التهديد الناتج عن الصراع وما يرافقه من قلق 0
• أنواع وأضرار المخدرات :
أولا ــ أضرار الامفيتامينات ( المنشطات) :
المنشطات هي : مادة مصنعة ونطلق عليها الحبوب البيض أو أبو ملف أو الكبتاجون ، وتسبب للمتعاطي اليقظة وزيادة الطاقة والشعور بالقوة والثقة ونقص الشهية للطعام ويؤدي استعمال هذه الحبوب إلى التوتر وعدم النوم والهياج العصبي واحتقان الوجه مع ارتفاع ضغط الدم ودرجة حرارة الجسم وزيادة ضربات القلب ورعشة باليدين 0 وأحياناً قد تؤدي إلى نوبات صرع وفشل بالدورة الدموية قد يؤدي إلى الوفاة ، واخطر العواقب العضلية هي حدوث نوبات ذهان حادة والتي قد تؤدي إلى ذهان مزمن ( ذهان الامفيتامين )، ويتميز بوجود ضلالات في التفكير وشكوك في المحيطين به وهلاوس بصرية أو سمعية قد تؤدي إلى سلوك عدواني لأن المتعاطي يشعر بالقوة والجرأة مع اختلال عقلي 0وأكثر الفئات عرضة لاستعمال هذه الحبوب هم الطلبة بحجة أنها تساعد على السهر والاستذكار وغالب هؤلاء الطلبة يفشلون في دراستهم لان هذه الحبوب تسبب اضطرابات نفسية وضعف الذاكرة والتركيز والاكتئاب النفسي كذلك بعض قائدي الشاحنات على الخطوط الطويلة وأحيانا الرياضيين والمصابين بالبدانة ، وتنتهي حياتهم بأمراض عقلية في المصحات النفسية والعقلية 0
• المنشطات الطبيعية :
• الكوكايين :
ويستخرج من الأفيون الخام ، حيث تتراوح نسبة الأفيون فيه ما بين 0.5 - 2.5 % من وزنه، كما يوجد في نبات الكوكا الذي ينمو في أميركا الجنوبية، وخاصة في جبال الإنديز وبيرو وكولومبيا والهند وإندونيسيا. وتحتاج زراعته إلى درجات مرتفعة الحرارة والرطوبة. والكوكا نبات معمر يمكن لشجرته البقاء لمدة عشرين عاماً، وتحصد ست مرات في العام الواحد. يستخرج من هذا النبات مادة شديدة السمية هشة الملمس بيضاء اللون إذا كانت نقية، أطلق عليها اسم الكوكايين، وتتركز خطورتها في التأثير على خلايا الجهاز العصب المركزي، حيث تؤخذ بالشم أو الحقن أو بالمضغ ، وفي حالة تناول جرعة زائدة عن المسموح بها طبياً تؤدي إلى الوفاة مباشرة. وينزع المتعاطون للكوكايين في أميركا الجنوبية العصب المركزي للنبات ويمضغون أوراقه، ويزداد استخدامه بين الطبقات العاملة، لأنه يعطيهم إحساسا بالقوة ويزيل الشعور بالتعب والجوع. في بداية التعاطي يشعر المدمن بنوع من النشوة والسعادة والنشاط المتدفق، ولكن هذه الحالة لا تدوم طويلاً إذ سرعان ما يعقبها الكسل والهبوط واللامبالاة والضعف العام، فيحاول أن يعوضها بجرعة أخرى من المخدر، فيدخل في المرحلة الثانية. وفي هذه المرحلة تظهر عليه اضطرابات سلوكية من أهمها الأخاييل Hallucinations بكل أنواعها السمعية والبصرية واللمسية 0 فيشعر المدمن بأن كل ما يحيط به يتحرك ، وبأن حشرات صغيرة تزحف على جلده وتخترقه، فيحكه حكاً شديداً بل يصل به الأمر إلى استخدام الإبر أو الدبابيس لإخراج هذه الحشرات من تحت جلده. ويدخل المدمن في شعور بأنه مراقب وبأن جهات خارجية ترصد تحركاته وتعد عليه خطواته ، ومن ثم يدخل في المرحلة الثالثة 0 ومن سمات هذه المرحلة التي تحدث بعد سبع سنوات من تعاطي الكوكايين انحطاط تام لجميع وظائف الجسم وتفكك لشخصيته. لكن من المهم الإشارة إلى أن هذا المخدر بالذات -وبعكس الأفيون- لا تصيب المدمن في حالة الإقلاع عنه أي انتكاسات جسدية ، بل يعود المدمن إلى حالته الطبيعية بعد فترة من ترك الإدمان0
المنشطات التخليقية :
1ـ الأمفيتامينات ( المنشطات ) :
الأمفيتامينات مركبات كيميائية تحدث تأثيراً منبهاً للجهاز العصبي وتقلل من الإحساس بالإجهاد والتعب والشعور بالنعاس، ولذا انتشرت بين الرياضيين والطلاب والسائقين الذين يقودون سيارتهم لمسافات طويلة وغيرهم من الفئات التي تحتاج إلى التركيز الذهني وبذل جهد عضلي مضاعف 0 ومن أهم المنشطات المتداولة الديكسافيتين والميثافيتامين ، وأدوية أخرى تشبه في تأثيرها الأمفيتامينات مثل : الديتالين والكبتاجون واليونات 0 من المنشطات ما هو على شكل كبسول ومنها ما هو على شكل سائل أصفر يحقن في الوريد يسمى ( الماكستون فورت ) وهو سائل يمكن أن يحضر محلياً مما يجعله شديد الخطورة0 وللأمفيتامينات خاصية الإطاقة بمعنى أن المدمن يقبل على زيادة الجرعة كل فترة حتى تحدث الأثر المطلوب ، وقد تصل في بعض الحالات إلى أن يتعاطى المدمن 60 حبة يومياً أي حوالي 250 مليغراما 0 يسبب استعمال هذه العقاقير حالة من الهبوط والكسل والشعور بالتعب تعقب الشعور بالنشاط الذي حدث للمتعاطي، وأحياناً تصل نتيجة إدمان هذه المنشطات إلى حالة من انفصام الشخصية أو إلى الجنون 0
• أعراض الانقطاع عن تناول المنشطات التخليقية:
تسبب هبوطاً نفسيا وحركيا واكتئابا نفسيا وخمولا وضعفا جنسيا وقد يستمر ذهان الامفيتامين ويصبح ذهانا مزمنا 0 وما يساعد على انتشار هذه الحبوب ما يشاع عنها أن تؤدي إلى انشراح الصدر وقوة الجنس وزيادة الطاقة للعمل لكن في الحقيقة بعد فترة بسيطة من استعمالها يجد الإنسان نفسه مصابا بأعراض عكس ذلك تماما من اكتئاب نفسي وضعف جنسي وخمول وعدم الرغبة في العمل وعزلة اجتماعية مع نقس الوزن 0
2ـ القات : والمادة الفعالة تسمى القاتين ، وهي مادة سامة منشطة للجهاز العصبي تسبب الشعور بالنشاط والقوة في البداية ثم هبوط الجهاز العصبي حيث يسبب ضعف التركيز والذاكرة ويضحك المتعاطي بدون سبب ظاهر ويشعر بالكسل وفقدان الشهية وعلى المدى الطويل يحدث سوء هضم وتليف بالكبد وضعف القدرة الجنسية 0 والقات من المنشطات الطبيعية ، بعد أن يمضغه المتعاطي يشعر في البداية بنوع من النشاط ثم بعد فترة من المضغ تصيبه حاله من الفتور والكسل 0 يزرع القات في اليمن ومنطقة القرن الأفريقي ، والمادة الفعالة فيه هي الكاثين Cathine، وتمتص عن طريق مضغ أوراق النبات 0 وبمجرد مضغ القات يشعر المتعاطي بالرضا والسعادة وينسى الخبرات المؤلمة ومشاكله ، حتى أنه ينسى الشعور بالجوع ثم بعد عدة ساعات من التعاطي ينتابه شعور بالخمول والكسل الذهني والبدني ، واضطرابات هضمية وإمساك ، والتهابات في المعدة وارتفاع في ضغط الدم ، بالإضافة إلى الاضطرابات النفسية المتمثلة في الأرق والإحساس بالضعف العام والخمول الذهني والتقلب المزاجي والاكتئاب 0
3ـ النيكوتين: وهو مادة سامة توجد في نبات التبغ ينشط المخ في جرعات صغيرة ويهبطه في جرعات كبيرة وأيضا ينبه الغدد فوق الكلوية والتي تفرز الأدرينالين حيث يرتفع الضغط وتزيد ضربات القلب وتصبح غير منتظمة كما يهبط مراكز الجوع في المخ ويسبب ارتفاع الكولسترول في الدم وزيادة تخثر الدم مما يؤدي لحدوث الجلطة الدموية 0
ثانيا ـ أضرار المواد المثبطة ( الكحول الإيثيلي ): حيث يؤدي إلى نقص درجة الوعي والتسمم الحاد به يؤدي إلى بطء التنفس وزيادة نبضات القلب واتساع حدقة العين كما يسبب التهابا حادا في المعدة والبنكرياس وتضخم بالكبد وأيضا يثبط مراكز المخ العليا فيؤدي إلى سوء تقدير وعدم التبصر بعواقب الأمور وفقدان الحياء والسلوك العدواني واضطراب التنسيق الحركي مما يؤدي إلى تلعثم الكلام والترنح وقد يسبب حوادث السيارات 0
1ـ الكحوليات : تعتبر الكحوليات من أقدم المواد المخدرة وأوسعها انتشاراً في العالم، حيث عرفته الكثير من الحضارات القديمة ، فقد وجد في بعض برديات المصريين القدماء عام 3500 ق.م حديثاً عن الخمر والإثم الذي يلحق شاربها ، كما تعرف عليه اليونانيون القدماء وكانوا يشربونه بكثرة ، وهو جزء من الحياة اليومية للعديد من المجتمعات ، كما تسخدمه بعض الديانات في احتفالاتها الدينية 0 أما تأثيره الفسيولوجي فيبدأ بعد وصوله إلى الدم في فترة تتراوح بين 5 - 10 دقائق ، ويتوقف هذا التأثير على نسبة تركيز مادة (الكحول الإيثيلي ) ، فالبيرة على سبيل المثال وهي من أكثر الكحوليات انتشاراً تكون نسبة تركيز الكحول الإيثيلي 1 - 20 ، أما الخمور بأنواعها وبخاصة ( الويسكي) و ( الرم ) و ( الجن ) فإن نسبة الإثانون هي 1 - 2 وبذلك تكون خطورتها أشد 0 ويعمل الكحول على تثبيط وظيفة قشرة المخ إذا وصل تركيزه في الدم إلى 0.05% حيث يبدأ إحساس الشارب بتأثير الخمر ونشوتها المزيفة 0 وإذا زادت النسبة عن 0.1% فتتأثر فإن مراكز الحركة في المخ تتأثر ، ويبدأ معها ترنح الشارب وتلعثمه ولا يستطيع السيطرة على نفسه 0 وإذا بلغت نسبة التركيز 0.2% فتسيطر على المخمور انفعالات متضاربة كأن يضحك ويبكي في الوقت نفسه، وإذا وصلت النسبة 0.3% فلا يستطيع المدمن أن يرى أو يسمع أو يحس وتتوقف مراكز الإحساس لديه تماما، وحينما تصل النسبة بين 0.4 – 0.5% فيدخل المدمن في غيبوبة. ويموت شارب الخمر إذا وصلت نسبة تركيز الكحول في الدم بين 0.6 – 0.7% حيث تصاب مراكز التنفس وحركة القلب بالشلل. ويتوقف ذلك على قدرة الشخص على ( الاحتمال (وعلى سرعة تناول الكحول وعلى حالة المعدة وقت التناول إذا كانت مليئة بالطعام أو فارغة. والكحوليات عموماً تجعل المتعاطي أكثر عدوانية خاصة على النساء والأطفال، كما تفقده القدرة على التوازن والنطق السليم، كما أنه لا يستمتع جنسياً وبعد فترة من التعاطي تدخله في حالة من الهلوسة المصحوبة بالشعور بالإكتئاب ، وربما يؤدي به الحال إلى أن يرتكب جرائم جنسية دون أن يشعر ، وتزداد خطورتها إذا أعطيت مصحوبة بمواد مخدرة كالهيروين أو مع مضادات الكآبة أو مع المهدئات 0
وإدمان الكحول يؤدي إلى تسمم مزمن وهذا يؤدي إلى :
1ـ قرحة المعدة والإثنى عشر وأحيانا قي ونزيف دموي 0
2ـ تليف الكبد وتشمعه وضعف عضلات الجسم خاصة ، عضلة القلب وانخفاض السكر في الدم وكذلك التهاب الأعصاب الطرفية والمضعف الجنسي 0