اولاً هل يحتاج الأنسان للتغير من نمط حياته ؟
يقول الله تعالى في سورة الرعد "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" صدق الله العظيم
والتغيير المقصود هنا والذي نطمح إليه هو التغيير الدائم نحو الأفضل.
وقد يأتي التغيير فجأة ودون تخطيط مسبق، وهذا التغيير هو الذي تمليه الظروف على الإنسان، كأن يرسب طالب في الثانوية العامة ويرى زملائه وأصدقائه يذهبون للجامعة في الوقت الذي بقي هو فيه في المدرسة، فيصبح لديه من العزيمة ما يجعله يغير نمط حياته إلى الأفضل ويجتهد ويستغل وقته جيدا من أجل أن ينجح ويلحق بأصدقائه، أو كمثل بعض الناس الذين لا يقيمون الصلاة، وفي حالة موت شخص عزيز عليهم فجأة، تجدهم قد توجهوا إلى الله بقلوب عامرة وصاروا يصلون.
وهذا التغيير يسمى التغيير الإجباري، وهذا ليس هو التغيير الذي ننشده، لأننا هنا لا نقول انتظر حتى يحدث لك مكروه أو تصيبك مصيبة حتى تتغير!!!
إن التغيير الذي ننشده هو التغيير المخطط له، هو التغيير المقصود، وهو التغيير الذي يعي صاحبه جيدا ما يفعل، ويفعله عن علم ودراية، ويعلم أن هذا التغيير سوف يقوده إلى تحقيق أهدافه.
وهناك ست مراحل للتغير: لاحظ، قرر، تعلم، استوعب، مارس، واظب.
لاحظ:
وتعني الملاحظة هنا أن تدرك التصرف الخاطئ الموجود في حياتك والذي تود تغييره، وتقف عليه وتقول لنفسك: هذا السلوك خاطئ، لا بد من تغييره.
والسلوك الخاطئ قد يكون التدخين، عدم الاكتراث بالصحة، تضييع الوقت بدون فائدة، عدم السعي لتعلم أشياء جديدة، مقاطعة صديق، العصبية، الكذب،....إلخ.
قرر:
بعد أن وقفنا على المشكلة أو السلوك الذي يحتاج إلى تغيير، يجب أن نقرر بكل قناعة وبطاقة وهمة عاليتين، ونقول لأنفسنا كفى يا نفس ما كان، يجب أن يتغير هذا السلوك، ونكون على ثقة عالية بأن التغيير ممكن، ولكنه يحتاج إلى عزيمة.
تعلم:
القرار جيد، ولكنه غير كافي لوحده، علينا أن نتعلم كيف نغير، فمثلا لو أدرك شخص ما أنه يضيع الكثير من الوقت بدون فائدة، فعليه أن يقرأ عن استغلال الوقت وتنظيمه، وحتما سيجد الكثير من الطرق التي تساعده في ذلك، وكذلك العصبي الذي يفقد أعصابه بسرعة، يمكنه أن يقرأ عن كيفية التحكم في تفكيره وتصرفاته.
استوعب:
المقصود بالاستيعاب هو التدرج في التغيير، وأن يتم على خطوات بسيطة متتابعة، ولكنه في النهاية سيحدث أثرا كبيرا نتيجة تراكم الخطوات، لأن الكثير من الناس يندفع لتغيير سلوك ما، ويبدأ بالتغيير لكنه سرعان ما يعود للسلوك القديم، لأنه وجد أن التغيير دفعة واحدة كان ثقيلا عليه، لذلك التدرج مطلوب هنا.
الممارسة:
قم بممارسة ما استوعبته في حياتك يوميا، واستمر عليه حتى تحل العادات الجديدة مكان العادات القديمة، ويستوعبها عقلك اللاواعي، فتخرج العادات القديمة وتحل محلها العادات الجديدة، وهذا لن يكون سهلا، لذلك مارس ثم مارس ثم مارس.
المواظبة:
بعد أن تعلمنا واستوعبنا ومارسنا، علينا أن نواظب على السلوك الجديد إلى أن يصبح طبيعيا بالنسبة لنا وتتقبله أنفسنا وتعتبره أنه هو الشيء الطبيعي وليس الدخيل.
لذلك واظب على ممارسة السلوك الجديد حتى تشعر بالارتياح التام معه ويصبح جزءا من دائرة ارتياحك.