في داخل البستان , رأيت غزالة ً ; ترنوا إليّ بأعينٍ كحلية
في داخل البستان , قلبي رقــَص ، فرحاً بغزال ٍ عربية
في داخل البستان تجمّــد بـَصري لبريق الشفةِ الوردية
** ** **
عيناها نورٌ وظلام ; شفتاها شعــرٌ وغرام
وبريق الخدّ إذا ابتسمت يأتي في كل الأحلام
ضحكتها كهلال ٍ بازغ - تحلو ُّ معها الأنغام
** ** **
جائتني ترقُص رقصاً كالوردِ إذا هبّ هبوب
والقدُّ المائسُ يأسرني في خصر فتاةٍ رعبوب
قالتْ هيّا قُم وارقصْ أنتَ اليومَ لي المحبوب
قبلت يديها في نهمٍ وقرأتُ بكفِّها مكتوب :
الحسنُ أنا ياحبي و الحور بناتٌ بجنوب
** ** **
فسألتُها من أي جنوب ؟ علـّي آتيكِ غداً و أعود
علّي آتيك مساءاتي نتراقَصُ والطير قــُعود
قالت:أنا من أرض سعادٍ وخليلُ فؤادِها مسعود
أنا أرضي أرض الكاذي ورديم الفل الممدود
فصرختُ بها : ياويلي ! أنتنّ الكنـْز المفقود
أنتــنّ زُهيراتُ بلادي - أنتـُن ربيعٌ وَورود
** ** **
فجعلتُ يدي في يدِها ورقصنا رقصاً مجنونا
والقمر الساطعُ أعلانا - نوراً نسلاهُ ويسلونا
هزي خصركِ وارتجي - يغفوا البشرُ وينسونا
صبّي من شفتيكِ رحيقٌ - يجعلني بهما مسجونا
** ** **
فرأيتُ بعينيها دمعة - تكشف عن حزنٍ مستور
قبلتهاعشراً ونشدتُـــ ـها ما في خاطركِ يدور ؟
الفجر اقتربَ ياعمري وأنا لا أقوى على النّور
قالتها والدمعُ تهـدّى - من محجرِ عينٍ مذعور
فمسحتُ بأطرافي قــَطراً
و شممتُ بأنفاسي عــِطراً
وقرأتُ بلحظيها سَطــراً
يبكيني بكاءَ المقهور
طارت عني وارتحلَت و قضى النّورُ على النور
حذيفة مدخلي
8/3/1424
11/2/2011