هذه هي السلفية . عقيدة المسلمين الصحيحة . عقيدة الفرقة الناجية . تعريف السلفية
هذه هي
السلفيـــة
الحمد لله رب العالمين,والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ,نبينا محمد وعلى أله وصحبه ومن سار على نهجه واستن بسنته إلى يوم الدين,وبعد:
فقد بادرني أحد الإخوة–هداه الله- بقوله هؤلاء السلفيين تلفيّون.!
تعجبت من قوله.!مما جعلني أصمت متفكراً عن سبب ذلك القول.فلم يسبق لي أن سمعتها من قبل بهذا الشكل ,فقلت لعل بعض الشباب_هداهم الله_ من قلّ علمهم وفهمهم يروجون مثل هذه الأقوال والأفكار السيئة عن السلفية ,وقد يعود ذلك لقلة معرفتهم بحقيقة السلفية.فرأيت أن أوضح لإخواني مفهوم السلفية؟
لذا-أخي-يا من أخذت تتهم السلفيين وتكيل لهم مثل هذه العبارات وما هو أشد منها,بل وتروج بين أقرانك وتحذر من الانخراط في صفوفهم,وإلى غير ذلك من التهم والافتراءات والنقائض.!
سأنقل لكـ أخي إجابات فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن بعض الأسئلة(نقلا من كتاب:الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة, جمع :جمال بن فريحان الحارثي) لعلها تنير عقلك المشوش بآراء غيرك والتي تلقفتها برحابة صدر,دون أن تدرك حقيقتها,ومغزاها,ومن وراءها.!فلعل قول الشيخ الفوزان-حفظه الله-يعيد لك النظرة الصحيحة والفهم الصحيح عن حقيقة السلفيين الموجودين في الساحة اليوم, إن كُنت ممن يؤمن بقول الله عز وجل(فَاسْألُواْ أَهْلَ الٌذكْر إن كُنتُمْ لا َتَعْلَمُونَ) نحل43
السؤال الأول:ما هي السلفية؟وهل يجب سلوك منهجها والتمسك بها ؟
الجواب:السلفية هي السير على منهج السلف من الصحابة والتابعين والقرون المفضلة في العقيدة والفهم والسلوك ,ويجب على المسلم سلوك هذا المنهج قال تعالى(وَالسٌابِقُونَ الأَوٌلونَ مِنَ الْمُهَاجرِينَ وَالٌذِينَ اتٌبَعُوهُم بإِحْسَانِ رضِيَ اللٌهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ)التوبة100 وقال تعالى(وَالٌذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونِ رَبٌنَا اغْفِر ْلَنَا وَلإخْوَانِنَا الٌذِينَ سَبَقُونًا بالإيمَان وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبنَا غِلاً لٌلٌذِينَ آمَنُوا رَبٌنَا إنٌك رَؤُوفٌ رحِيمٌ)لحشر10 وقال صلى الله عليه وسلم:"عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ,وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة"انتهى.
السؤال الثاني:هل من تمسى بالسلفي يعتبر متحزباً؟
الجواب:التسمي بالسلفية إذا كان حقيقة لا بأس به,أما إذا كان مجرد دعوى,فإنه لا يجوز له أن يتسمى بالسلفية وهو على غير منهج السلف.
فالأشاعرة-مثلا-يقولون:نحن أهل السنة والجماعة,هذا غير صحيح,لأن الذي هم عليه ليس هو منهج أهل السنة والجماعة,كذلك المعتزلة يسمون أنفسهم بالموحدين.
كل يدعي وصلاً بليلى
وليلى لا تقر لهم بذاكا
فالذي يزعم انه على مذهب أهل السنة والجماعة,يتبع طريق أهل السنة والجماعة ويترك المخالفين,أما انه يريد أن يجمع (بين الضب والنون)كما يقولون,أي يجمع بين دواب الصحراء ودواب البحر,فلا يمكن هذا’أو يجمع بين النار والماء في كفه. فلا يجتمع أهل السنة والجماعة مع مذهب المخالفين لهم كالخوارج والمعتزلة والحزبيين ممن يسمونهم (المسلم المعاصر)وهو الذي يريد أن يجمع ضلالات أهل العصر مع منهج السلف,فلا يصلح أخر هذه الأمة إلا ما صلح أولها,فالحاصل أنه لابد من تمييز الأمور وتمحيصها.انتهى الجواب.
وأقول:قال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- كما في مجموع الفتاوى ج4ص149ما نصّه:لا عيب على من أظهر مذهب السلف وأعزى إليه بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا.أ.هـ
قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز- رحمه الله- رداً على هذا السؤال:ما تقول فيمن تسمى بالسلفي والأثري,هل هي تزكية؟
فأجاب:إذا كان صادقاً أنه أثري أو أنه سلفي لا بأس,مثلما كان السلف يقول:فلان سلفي,فلان أثري تزكية لابد منها, تزكية واجبة.أ.هـ
(من محاضرة له بعنوان:حق المسلم- في 16محرم1413هـ بالطائف).
فكيف لو علم الشيخ ابن باز- رحمه الله –أن بعض شبابنا اليوم يتهمون من أنتسب للسلفية ويرمونهم بالتهم الباطلة زوراً وبهتانا.!ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ونعود إلى السؤال الثالث:هل السلفية حزب من الأحزاب؟وهل الانتساب لها مذموم؟
الجواب:السلفية هي الفرقة الناجية,وهم أهل السنة والجماعة,ليست حزباً من الأحزاب التي تُسمى أحزاباً وإنما هم جماعة على السنة والدين, قال صلى الله عليه وسلم:""لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم"مسلم 1920وقال صلى الله عليه وسلم:"وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقه كلها في النار إلا واحدة,قالوا:ومن هي يا رسول الله؟قال:"من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي"الترمذي 2641..
فالسلفية طائفة على مذهب السلف,على ما كان عليه الرسول صلى الله وعليه وسلم وأصحابه,هي ليست حزباً من الأحزاب العصرية الآن ,إنما هي جماعة قديمة أثريه من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم متوارثة مستمرة لا تزال على الحق ظاهرة إلى قيام الساعة كما أخبر صلى الله عليه وسلم.
انتهى
السؤال الرابع:لماذا سمي أهل السنة والجماعة بذلك؟
الجواب:أهل السنة سُموا أهل السنة لأنهم يعملون بالسنة ويلازمونها وسُمّوا بالجماعة:لأنهم مجتمعون غير مختلفين,لأن منهجهم واحد هو الكتاب والسنة,اجتمعوا على الحق,واجتمعوا على إمام واحد فكل شئونهم العامة اجتماع وتعاون وتحاب.انتهى
السؤال الخامس:يزعم بعض الناس أن السلفية تعتبر جماعة من الجماعات العاملة على الساحة, وحكمها حكم بقية الجماعات,فما هو تقييمكم لهذا الزعم؟
الجواب:الجماعة السلفية هي الجماعة التي على الحق ,وهي التي يجب الانتماء إليها والعمل معها والانتساب إليها وما عداها من الجماعات يجب ألا تُعتبر من الجماعات
الدعوية,لأنها مخالفة إلا إذا انضمت إلى هذه الجماعة السلفية.
أما إذا استمرت مخالفة فلا نتبعها,وكيف نتبع فرقة مخالفة لجماعة أهل السنة وهدي السلف الصالح!؟
من خالف الجماعة السلفية فإنه مخالف لمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم مخالف لما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه. فقول القائل:إن الجماعة السلفية واحدة من الجماعات الإسلامية.!هذا قول غلط؛لأن الجماعة السلفية هي الجماعة الوحيدة التي يجب اتباعها والسير على منهجها والانضمام إليها والجهاد معها؛لأنها الجماعة الأصيلة وما عداها فهي جماعة اصطلاحية تضع لها منهجاً اصطلاحياً,فما عدا الجماعة السلفية لا يجوز للمسلم أن ينضم إليها, لأنه مخالف فهل يرضى إنسان أن ينضم إلى المخالفين؟!
لا يرضى بهذا مسلم,الرسول صلى عليه وسلم يقول:عليكم بسنتي وستة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي"أبو داود 4607ويقول صلى الله عليه وسلم عن الفرقة الناجية:"من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي"الترمذي2641.
هل يريد الإنسان النجاة ويسلك غير طريقها.!
ترجوا النجاة ولم تسلك مسالكها
إنّ السفينة لا تمشــــــي على اليبسِ
.انتهى
وأقول:لقد كثر الذين يتهمون السلفية من أصحاب الأهواء وأنصاف المتعلمين والجُهّال, حتى شبابنا- هداهم الله-فقد شوّش عليهم هؤلاء الجُهّال فراحوا يتهمون السلفية والسلفيين بالتُّهم الباطلة.
لذا فقد رأيت أن أنقل لهم فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم 1361 برئاسة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله- حيث قال:السلفية نسبة إلى السلف هم صحابة رسول صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولى رضي الله عنهم.
والسلفيون جمع سلفي نسبة إلى السلف, وهم الذين ساروا على منهاج السلف من اتباع الكتاب والسنة والدعوة إليهما والعمل بهما,فكانوا بذلك أهل السنة والجماعة.أ.هـ
(نقلا من فتاوى اللجنة الدائمة ج2 ص165).
ونعود إلى السؤال السادس:أرجو أن تبين لنا القول في علماء المدينة وأعني بهم من يدعون السلفية فهل هم على صواب فيما يفعلون,أوضح لنا الحق في هذه المسألة؟؟
الجواب:علماء المدينة أنا ما اعرفهم إلا بالخير,وأنهم أرادوا أن يبيٌنوا للناس الأخطاء التي وقع فيها من بعض المؤلفين أو بعض الأشخاص من أجل النصيحة للناس.
وما كذبوا على أحد, وإنما ينقلون الكلام بنصه موثقاً بالصفحة والجزء والسطر,ارجعوا إلى ما نقلوه , فإن كانوا كاذبين بينوا لنا جزاكم الله خيراً, نحن ما نرضى بالكذب,راجعوا كتبهم,أنقدوها,هاتوا لي نقلاً واحداً كذبوا فيه أو قصروا فيه,أنا معكم على هذا.
أما أن تقولوا,للناس أسكتوا,أتركوا الباطل, ولا تردوا عليه ولا تبينوا,هذا غير صحيح,هذا كتمان للحق,الله جل وعلا يقول(وَإذ َأَخَذَ اللٌهُ مِيثَاقَ الذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبُيٌننه لِلناس وَلاَ تَكْتُمُونَهُ) آل عمران187,قال تعالى(إنٌ الٌذِينَيَكْتٌمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيٌنَاتِ وَالْهُدى مِن بَعدِ مَا بَيٌنٌاهٌ لِلنٌاس فِي الْكِتَابَ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللٌهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ) البقرة159
نحن نرى الأخطاء ونسكت,ونترك الناس يهيمون؟
لا.هذا ما يجوز أبداً يجب أن نبين الحق من الباطل,رضي من رضي,وسخط من سخط. انتهى الجواب.
وقال الحارثي في حاشيته على إجابة الشيخ:يقصد الشيخ-حفظه الله- بعلماء المدينة كلاً من المشايخ:محمد أمان الجامي رحمه الله وربيع بن هادي المدخلي وعبيد الجابري وعلي الفقيهي وصالح السحيمي ومحمد بن هادي حفظهم الله والذين كان لهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في تبصير الكثيرين من طلبة العلم بحال فرقة الإخوان المسلمين والرّد على قياداتهم هنا وهناك انتهت الحاشية.
ونعود إلى السؤال السابع:من خالف أصول الطريقة السلفية ممن هم حولنا ,وناصر المناهج الأخرى,بأن مدح مؤسسيها ومفكريها,هل يجب نسبته إليهم ليحذره الناس ولا يغتروا به وبمنهجه؟
الجواب:من خالف منهج السلف ومدح المناهج المخالفةلمنهج السلف ومدح أهلها يعتبر من أهل المخالفة,تجب دعوته و مناصحته فإن رجع إلى الحق وإلا فإنه يهجر ويقاطع.
وما أظن أن في هذه البلاد التي نشأت على التوحيد ومنهج السلف من يفعل ذلك_إن شاء الله- ولكن قد يكون فيها من يحسن الظن ببعض أصحاب الاتجاهات المخالفة:وهو لا يعلم حقيقة ما هم عليه,فإذا تبين له الحق بطريقة سليمة فإنه سيقبله بإذن الله.انتهى