حشرجة حرف...
شعر / أحمد عكور
29/6/1426هـ
حَنَانَيْكَ .. ما أبقى لنا الدمعُ مَبْسَما=
ولا طائرًا في أَيْكِهِ قد تَرَنَّمَا=
غداةَ ثوى من دوحة المجد " فهدها "=
وخلَّفَ للأحزان زهرا وبُرْعما=
على "الفهد" يبكي القلبُ نزفًا وخفقةً=
بكاءً أبى إلا الجراحاتِ بلسما=
وكيف يُلامُ القلب في خَفَقانهِ=
إذا لم يجدْ إلا الشرايين مَأتما=
وماذا عساه ينطقُ الثغرُ أحرفًا=
إذا أصبحتْ عيناكَ من جرحها فما=
عِباراتُ سِفْرِ الحزن ما أسعفتْ فمي=
ولم تبقَ إلا أحرفُ الدمع مُعْجما=
لقد كان للشعب السعوديِّ والدًا=
فكم ولدٍ من بعده قد تَيَتَّما=
أبا فيصلٍ كيف الوداع ولم نزل=
نطاردُ وجها في الخفاءِ مُلَثَّما=
عرفناكَ في وجه الملماتِ فارسًا=
وقفتَ لها في ساحةِ الحرب ِ ضِيْغَما=
لكَ اللهُ من قلبٍ كأنَّ عُرُوقَهُ=
تَمُدُّ قلوبَ النّاسِ بالحب مُفْعما=
لمكةَ من بعد الفراقِ مدامعٌ=
تسيلُ أسًى بين الحطيمِ وزمزما=
تركتَ فُتاتَ المسكِ في عرَصاتِها=
هوًى يستفزُّ الشوقَ فيمن بهِ عَمَى=
وفي كل شبرٍ من ثرى البيت شاهدٌ=
بأنَّكَ كنتَ الخادمَ المُتَكَرِّما=
ستبْكِيكَ كفُّ البرِّ والمجدِ والتُّقى=
وتلك أيادي الخيرِ تنعاكَ مُسْـلِما=
يسائلُني في دهشةٍ وغرابةٍ=
صغيرٌ يُداري بين عيْنَيْهِ مُبْهَما=
أبي... ياأبي.. هل مات فهدٌ؟!! يعيدُها=
لِيُبْصِرَ منِّي نظْرةً أو تَبَسُّما=
يُقَلِّبُ في التِّلْفازِ مثلي لربَّما=
يرى خبرًا ينفي المصابَ..لرُبَّما=
فلم يلْقَ إلا الدمعَ في العين حائرًا=
ولم يلْقَ إلا الحزنَ في الوجهِ خَيَّما=
إذا حشرج الحرف المُعنَّى بفقْدِهِ=
فليس غريبًا إن ذَرَفْنا لهُ الدَّما=