بقلم الاعلامي/ خالد المدخلي
(جريدة اليوم)
وأنا أتصفح منتديات صامطة الثقافية الزاخرة بالمواضيع المهمة التي تصف وتقف على حال هذه المحافظة الحالمة التي تقع في أقصى الجنوب الغربي من بلادنا الحبيبة والمشهورة بالعلم والعلماء لما لأهلها ومشايخها من باع طويل في العلم، والمعروفة بشذا روائح أشجارها وشجيراتها العطرية من الفل والكادي والريحان... ذات الماضي العريق التي يمتد عمرها لأكثر من ثمانمائة سنة حسب بعض المراجع التاريخية.
صامطة أو صامدة.. يوم أن كانت كذلك بأهلها وقلعتها الشهيرة التي لم يتبق منها سوى بقية باقية من أحجار متناثرة رمزا للصمود في وجه الغزاة..
..... أثناء تصفحي لهذا المنتدى شدني موضوع عن المجلس المحلي للمحافظة ولا أخفيكم لم أكن مصدقاً أن بلدتي يوجد بها مجلس محلي وأنه أيضاً تأسس قديما قبل أكثر من عشر سنوات وتحديداً في 1/11/1420هـ كما أخبرني أحد الأصدقاء ، استغربت ذلك لأنني أعرف معنى وأهمية الدور الذي تضطلع به المجالس المحلية باعتبارها رافداً مهماً لمجالس المناطق في إعداد الخطط المحلية وتقديم واقتراح ما تحتاجه المحافظات والمراكز الإدارية من مشاريع خدمية وتنموية ومتابعة تنفيذ تلك المشاريع وفقاً للأولويات واحتياجات المواطنين أي أنه بعبارة أخرى ( المصنع السري ) للتنمية ..
أقول إنني لم أصدق أنه يوجد في بلدتي الحبيبة مجلس محلي لأنني ومنذ عام 1420 هـ وحتى يومنا هذا ومن خلال زياراتي المتكررة لـ صامطة وآخرها قبل أسبوع لم أجد أي دور ملموس يمكن ذكره لهذا المجلس .. فخدمات المحافظة ومشاريعها التنموية لم تصل بعد إلى ما يطمح إليه أبناؤها بالرغم من الدعم المادي السخي الذي تقدمه دولتنا الرشيدة لضمان العيش الكريم لهم ولأبناء الوطن كافة .. ومما يسوء النظر ويحز في النفس هناك تلك العشوائية بطرقها وتدني مستوى النظافة وسلحفائية المشاريع الخجولة وغياب التسمية والترقيم عن أحيائها وشوارعها وضعف الرقابة الصحية والمعالجة البيئية وهذه الأخيرة تحديداً, نتج عنها ظهور بعض الأمراض الوبائية كحمى الضنك الذي ضرب بأطنابه المحافظة مؤخراً ، أتساءل هنا عن هذا المجلس أين هو وأعضاؤه من صراخ أبناء 13 قرية تابعة للمحافظة ونداءاتهم التي تستغيث وتستنجد بالمسؤولين ومن بيده أمر تخليصهم وإنقاذهم من مرمى النفايات الذي يتوسط تلك القرى المأهولة بالسكان وما يخلفه من أضرار طالت صحتهم وأمنهم بسبب الروائح الكريهة والكلاب الضالة والبعوض الذي وجد بيئته المناسبة للتوالد والتكاثر في مستنقعاتها ، والمجهولين ساكني هذا المرمى المتخفين وراء أكوام نفاياته من أعين رجال الأمن ... ؟ و للأسف أتت ردة فعل المسؤولين بـ صامطة دون المستوى حيث فاقت كميات الحبر المراق على أوراقهم المبررة والمحورة للواقع, تلك الكمية (مواد المكافحة) التي استخدمتها لجنة مكافحة الأوبئة..
كل شيء بهذه المحافظة يسير في نفق مظلم. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا, هل سيطول بنا المسير بهذا النفق أم ستكون للمجلس المحلي بالمحافظة الذي تم تشكيله مؤخراً وقفة على عكس ما اعتدناه من المجالس السابقة؟ أو إنه سيلحق بالمنتقل إلى رحمة الله (المجلس البلدي)؟!.كفانا مجاملةً .. كفانا عبثاً .. نريد أفعالاً لا أقوالا فـصامطة ستظل صامدة ولكن إلى متى ؟