تلهب الأشواق ياردعه بقلبي
والمنى أنفر على ريشة وربي
يعلم اللي في القلوب
هنيئاً لك ياردعة بأن تجدي من يذكرك ويعرفك بهذا المصطلح اللهجي ربماالبعض لايعرف معنى ردعة بهذاالمسمى الذي عرفناه عن أجدادنا واعترف به قاموسهم اللهجي
فالردعة:عبارة عن مصطلح لهجي يطلق على مجموعة من الأغصان الخضراء أواليابسة الملتفة مع بعض والمتصلة بعود واحد تُقطع أو تُكسر من شجرة كبيرة كشجر الأثل وغيره .
وقد استعار النابوش هذا المصطلح اللهجي "ردعة"اسماً لخطيبته لكي يكون مناسباً مع نهج أسلوبه في شعره الذي غالباً مايعتمد فيه على ذكر بعض الألفاظ المحلية والمصطلحات اللهجية
حيث وجد ذائقة تراثية تفهمه وتتذوقه وخاصة عند من يفهم معاني تلك المصطلحات اللهجية أما الذي يجد صعوبة في فهم بعض معاني المصطلحات اللهجية التي يستخدمها النابوش في شعره فلا شك بأن ذائقته لن تسعفه حتى يصل إلى جمال شعره فيتذوقه
وهذا ماميّز شعر النابوش الذي يغلب عليه الطابع اللهجي في جلّ قصائده فهذه المصطلحات اللهجية التي يذكرها النابوش في شعره هي في الحقيقة ليست منفرة لشعره وإنما أضافت لشعره رونقاً وجمالاً وديباجة بألفاظ تراثية عند من يفهم لهجته المحلية ومعاني مصطلحاتها
لأن تلك المصطلحات ليست بعيدة كل البعد في معناها عن الفصحى وإنما هناك تقارب في المعنى إن لم يكن واحداً حتى وإن اختلفت في اللفظ لأن لهجتنا إن لم تكن فصيحة فهي قريبة من الفصحى ولعل الاختلاف في هذااللفظ قد نتج من تقديم حرف على حرف أو تغييره بحرف آخر ولعله قد جاء عن طريق النطق الغير الصحيح لمصطلحاتنا من بعض المتأخرين الذين يجهلون لهجتهم ولكن المتعمق في لهجته المحلية والمتخصص في لغته الفصحى والذي قد تمكن من الجمع بين اللهجة والفصحى يستطيع أن يعرف فصاحة لهجتنا.
وقد اشتملت هذه الرائعة الجميلة على أكثر من مصطلح لهجي يبدو أن النابوش قد تعمد ذكرها لتزيد النص جمالاً ومن ثم تتناسب مع المقام فلاتخرج عن الموروث التراثي ومن هذه المصطلحات التي ذكرها النابوش في هذه الأبيات :
(ردعة-تتلبع-مقفي-هنيت-هدوة-مزبير-يهسع-مدواير-ينكف-مدرعة-مقطاعة-مجدية-أثري-يقرح-تيس-محوك-شرية-يمرط-زعابة-مصميل-تراقل-تداقل-مشعطط-مشغبط-متبلحسة-مركب-بهم-لبّة)...إلى آخره
فما أروع هذا الألفاظ وما أجمل معانيها !
لقد عشت معها متأملاًبعضاً من معانيها وكأني أمام صورة تراثية جميلة قد رسمها الشاعر في شعره وخاصة في هذه القصيدة تحت عنوان"ردعة" فهنيئاً لك ياردعة وبشري أختك قُصرة بأن تراثنا مازال بخير.
شكراً لك أخي المعتصم على اختيارك لهذه الرائعة التي هيجت فينا الأحاسيس والذكريات لعبق الماضي وأريجه العطر برائحة الفل والكاذي.