الولاية :
الولاية لله ولرسوله وصالح المؤمنين من بعده . فمن هم صالح المؤمنين من بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ؟
البشر يخطئون وما من إنسان إلا ويخطئ وخير الخطاءون الراجعون عن الخطاء التائبون إلى الله المستغفرون .
صالح المؤمنين عند أهل السنة والجماعة هم أهل الدنيا وكل ذي قوة وشأن وذو عصبة في حزب أو دعم من يدعمه من قوى عالمية ذلك في ظاهر القول والعمل والمتفق عليه بين علماء الأمة وعامتهم . وفي ما تخفيه صدورهم صالح المؤمنين هم من حفظ كتاب الله وعمل به وكان من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم . متفق عليه .
اما الشيعة فإن الولاية معتقد لا شك فيه عندهم في ولاية علي بن ابي طالب ثم المهدي في اخر الزمان وتركوا الفراغ الذي هو ما بين حقبة الصحابة إلى اخر الزمان فربطوا الولاية بعلي بن ابي طالب ثم انتقلوا بها إلى المهدي المنتظر وينسبونه من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم .
إذن هناك إجماع على ما اختلفوا عليه وهو أن الأمام علي رضي الله عنه كان ولياً وأن المهدي من سلالة رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم سيكون ولياً بما في كتاب الله وسنة رسوله .
في الحديث المتفق عليه عن رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم قال تركت فيكم كتاب الله وسنتي من بعدي وأوصيكم بعترتي فإنهم يردون علي الحوض وهم على الحق لا يتفرقون وإن اختلفوا على الباطل من القول والعمل فإنهم بشر يخطئون ويصيبون وهم ليسوا معصومون عن الخطأ يستغفرون ويتوبون والله بعباده خبيرً بصيرا
أيها الناس إنكم لستم على الحق كما امركم ربكم إلا في الفرائض التي فرضت عليكم من صوم وصلاة وزكاة وحج وعمرة تأمرون بها ولا تؤدها كما فرضت عليكم إلا بحسب ما اجتهدتم ويتقبل الله منكم احسن ما عملتم ويغفر لكم ويتجاوز عنكم بضعفكم فيما عجزتم عنه والله غفور حليم يحلم على عباده يقبل ما استطاعوا عليه ويضاعفه لهم برحمته عليهم وبكرمه يتكرم عليكم فيتوب عليكم والله تواب كريم .
من اخطأ الناس أن يقولوا نحن إرهابيون بحجة أن الله قال ترهبون ومعنى ترهبون أي تطفئون الفتنة قبل نشوبها فيرتدع كل من في قلبه مرض أن يعتدي عليكم لعلمه بما تملكون من قوة ردع تجعله لا يجرأ على الاعتداء عليكم .
الخطأ الثاني إنكم تتجسسون والله قال لكم ولا تجسسوا وتغتابون والله نهاكم ورسوله عن الغيبة والنميمة .
من اخطاءكم توالون الذين كفروا والله نهاكم أن توالوا الذين كفروا ولا تجعلوهم موحدون لله وهم ليسوا كذلك كما وصفهم ربكم وربهم إن لهم ارباب ويشركون .
تخطئون في قولكم إنكم مجددون للدين وكأن الدين جدد بكم فاتخذتم أئمتكم مرجع إليه ترجعون ولم تدبروا القرآن كما أمرتم ولم ترجعوا الأمور لمن يقوم عليكم كما امره الله بل اتخذتم المال وسيلة لمن يقوم عليكم فيتقوى عليكم وتقوون على من هم اضعف منهم فتعزون وتنهبون وتأكلون المال اكلاً لما وتحبون المال حباً جما وتقلدون الذين كفروا فتتبعوهم كما وصفكم نبيكم لو دخلوا جحر ضب لدخلتم معهم فيه وها أنتم اليوم تقلدوهم في احلافهم وفي حروبهم وفي حضارتهم وفي كل ما وصلوا إليه تريدون اللحاق بهم فتشترون قصورهم وتنعمون في ديارهم وتأتون بهم إلى ارض العرب لكي تنعمون بقربهم ومشورتهم وبهم تؤمنون بأمن سلامة امنكم وسلامتكم من بعضكم فتخافون بعضكم وتقربونهم مفضلينهم على بعضكم البعض وهم لكم كارهون كما وصفهم ربكم إنهم لن يرضون عنكم ودوا لو يكونوا مؤمنون من أجل بلاد العرب وما فيها من كنوز وثروات يجدونها أنفع لهم ولا يقدرون عليها إلا أن يكونوا مؤمنين يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون إلا انفسهم وهم لا يشعرون . في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون .
إن من ظلم الإنسان الكذب والخداع والمكر فمن اتصف بهذه الصفات فإنه ظالم مهما تخلق بالصلاح والتقوى . من علامات الظلم سرقت اموال بيت المسلمين ولإسراف في الإنفاق وكثرة المظلومين والمحرومين وعلوا الظالمين بما هم فيه من نعم ظاهرة للعيان ومن كان معهم كان من اغنى الناس ومن لم يكن معهم فداره الفقر أو السجون مثلهم مثل الدجال القاسم المشترك بينهم المال والحاجة الجوع والعطش وحب المنافع في حضارة لها ثمن من طاقة الإنسان او يكون خارج التمدن العصري بدائي كما يقولون . إن الناس تخطئ إذ يريدون الله أن ينزل بجلاله يقاتل عنهم ويدفع عنهم الظلم لأنهم يصلون ويصومون ممتنين على الله بإسلامهم والله يقول لا تتمنوا علي بإسلامكم إنما الله هو من يمتن على عباده إذ هداهم ولولا أن هداهم الله ما اهتدوا إلى الحق ولو جئتهم بكل اية تجدهم يتكبرون بعلمائهم ويقولون اية اخرى بما يؤولون ويجادلون بالباطل الحق وهم يعلمون .
28 / 10 / 1436 هـ الساعة 11 صباحاً
محمد المساوي