بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعرف البعض المبدأ على أنه الفكر الأساس الذي تبنى عليه أفكار الشخص، ويندرج تحت ذلك منهج مرسوم للحياة، وفق تصور شامل محدود بخطوط حمراء، لا يمكن لصاحب المبدأ أن يتجاوزها، فكل ما يسعى إليه صاحب المبدأ وغاية مناه أن تكون حياته متسقة قولا وعملا مع المبادئ التي يؤمن بها، ويحيا لأجلها، حتى لو أدى ذلك إلى أن يخسر حياته ثمنا لذلك، ومع هذا فهو مؤمن إيمان تام إن هذا الأمر وإن أدى إلى أن يخسر حياته، فيكفيه ثباته على مبدئه.
ويعتبر هذا انتصار حقيقي له لأن الفوز دائما للأفكار الصحيحة في آخر المطاف.
إن المتأمل في سيرة خير البريه محمد -صلى الله عليه وسلم- يلمس مدى تمحوره حول المبادئ التي يدعو إليها، حتى قال: "يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر، حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته" فما الذي جرى بعد ذلك؟ انتشر ذكره -صلى الله عليه وسلم- وعم اسمه ولا نعرف أسماء كثير ممن ناصبوه العداء في مكة.
رغم أنهم أخرجوه منها وحاصروه بالشعب وحاول قتله، وكل ذلك انقضى وبقي المبدأ الصحيح المتصل بالسماء هو الذي يسود في النهاية.
إنها الرؤية الصحيحة للحياة الباطن فيها كالظاهر لا لبس فيها ولا خداع، إن مثل من يعيش بالمبدأ كمثل كلمه طيبه أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها ولو بعد حين حتى لو خسر صاحب المبدأ بعض الأشياء العاجلة من متع الحياه فلقد وعده الصادق المصدوق حين قال: "من ترك شيئا لله عوضه الله خير منه" فلا تحزن على ما فات من عاجل الملذات، فيكفيك ما تشعر به من سرور داخلي ينبع من التزامك بمبادئ الحياه التي أخترتها، حين قلت: رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد -صل الله عليه وسلم- نبيا ورسولا.