بسم الله الرحمن الرحيم
لقد أصبحت السجائر والدخان من أكثر العادات الملازمة لحياة الإنسان في هذا العصر، ورغم أن الدخان قد اكتشف في القرن السادس عشر إلا أنه لم ينتشر انتشارا واسعا في العالم كله إلا في القرن الماضي فقط؛ وذلك لارتباطه بادئ الأمر بالرقعاء من البشر والساقطين، ولاستخدامهم أنواع المخدرات الأخرى معه. أما اليوم فقد استحب الإنسان التدخين وأصبح بتأثير الحملات الدعائية المركزة من شركات التبغ دليلا على الرجولة وعنوانا للجاذبية والصحة والنجاح.
وكما يقول د/أحمد شوقي الفنجري فقد اكتشفت الجمعية الطبية لمكافحة السرطان في أمريكا علاقة التدخين بسرطان الرئة لأول مرة عام 1948 ولكنها لم تستطـع نشر تقريرها إلا في عام 1952 بسبب نفوذ شركات التدخين وتهديداتها، ومنذ هذا الوقت ابتدأ الصراع العلني بين الهيئات الصحية في العالم كله وعلى رأسها جمعيات مكافحة السرطان وبين شركات التبغ القوية النفوذ ذات رؤوس الأموال الخيالية.
حقائق علميـة عـن الـدخان:
لقد أثبتت معامل التحليل الطبي أن دخان السجائر يشتمل على كثير من المواد الضارة بالصحة منها: ـ أول أكسيد الكربون: هو غاز سام عديم الرائحة واللون.ـ ثاني أكسيد الكربون: وهو يطرد مع أول أكسيد الكربون، الأوكسجين من الرئة والدم. ـ غاز كبريتيد الهيدروجين.ـ النشـادر.ـ حامض الكربوليك.ـ بعض الحوامض الطيارة مثل الخليك والنمليك والنيترويك، وكلها لابد من إضافتها للدخان للاحتفاظ به رطباً.ـ نتروبيرين وهي المادة المسببة للسرطان.ـ القطران وهو يسبب سرطان الرئة ويعطي اللون الأسمر الداكن للسيجارة.ـ الزرنيخ وهو موجود في المبيدات الحشرية التي يرش بها التبغ.ـ رماد ورق السيجارة.ـ النيكوتين الذي له تأثير ضار جدا على الدورة الدموية وعلى القلب، وهو أخطر هذه المواد جميعا، وقد اكتشف العلماء أن الكمية الموجودة في عشرين سيجارة إذا حقنت في العضل مرة واحدة فإنها تقتل الإنسان!
ولقد كان أول من أدخل نبات التبغ الى أوروبا الطبيب فرانشكوهر نانديز الذي أرسله فيليب الثاني ملك أسبانيا في بعثة استكشافية. وقد انتشرت عادة التدخين في القرن الخامس عشر حيث انتقلت هذه العادة من المكسيك إلى المكتشفين الأسبانيين, وبعد انتصار أسبانيا في القرن السادس عشر ازداد إنتشار التدخين حيث أقبل الناس عليه للتغلب على الجوع والتعب والبرد مما أدي إلى إدمان العديد من الأفراد على التدخين.
كريتسوفر كولومبس
التدخين بالتواريخ
وقد دخل التبغ إلي شرق الوطن العربي عن طريق تركيا في القرن السابع عشر ثم إلي المغرب العربي بواسطة بعض التجار ثم إلي باقي الدول العربية . ومع أن العلماء المسلمين تصدوا له منذ الأيام الأولى إلا أنة انتشر فيها بسبب إصرار الشركات الغربية علي ترويجه وبمساعدة الحكام لها في ذلك حيث أغرتهم الضرائب التي يجمعونها من تجارة التبغ " الدخان
وقد بدأت عادة التدخين منذ أكثر من ألفي عام في حضارة " المايا " في وسط أمريكا ثم انتقلت إلي شمال أمريكا .
تجارب عملية تؤكد خطورة التدخين:
لن نتحدث كثيراً عن الأمراض التي يسببها التدخين، ولكننا فقط سنورد بعض التجارب السهلة التي يمكنكم إجراؤها للتأكد الفعلي من خطر السيجارة: أولاً: استنشق دخان سيجارة ودعه يدخل الرئة ثم أخرجه، تجده رائقاً غير كثيف لأن القطران الذي يعطي الدخان لونه الأسمر يترسـب في الرئة. والآن أعد التجربة مـع حفظ الدخان في الفم فقط دون إدخاله للرئة ثم أخرجه ثانية، ستجده أسمراً كثيفاً لأن القطران يخرج معه كما هو.ثانياً: أحضر حلقة متصلة بجرس كهربائي، وفي الطرف الآخر سلك بحيث إذا لامـس السلك الحلقة دق الجرس، وابدأ التجربة محاولاً إدخال السلك في الحلقة دون أن تلمسها، فبعد أن تدخن سيجارة واحدة ستجد أن عدد أخطائك قد تضاعف، مما يؤكد أن التدخين يسبب رعشة في اليد ويقلل من القدرة على التحكم في الأطراف.ثالثاً: اذهب إلى أي قسم للأشعة في أي مستشفى، دقق النظر في رئة هذا الرجل الذي لا يدخن، ثم دقق الآن في رئة أخيه التوأم المدخن، هل لاحظت الفارق؟! إذا لم تلاحظه فأنت بالتأكيد شخص مدخن قد أثر التدخين على نظرك أيضاً! ولو افترضنا أن لرئتيهما نفس الحجم، فيا ترى بعد سنوات من التدخين أيهما ستكون أثقل وزناً؟ بالتأكيد رئة المدخن لما اختزنته من نيكوتين وقطران وكل ما عـرفنـاه من مكونات السجائر.
أما السيجارة التي يعرفها الناس بشكلها الحالي فقد ظهرت في البرازيل عام 1870م.
يوجد فى السيجارة حوالي 4000 مادة كيماوية داخل دخان السيجارة ، معظم هذه المواد سامة، 43% منها يسبب السرطان ،ومن أهم هذه المواد النيكوتين.
الأضرار النفسية والأخلاقية للتدخين:
التدخين من العادات التي تصل في أغلب الأحيان إلى حد الإدمان، وما لم يكن المدخن ذا إرادة صلبة وعزيمة قوية جداً فإنه يصعب عليه التوقف عن التدخين مهما أصابه من أضرار، وكثير من الناس يؤثر التدخين على أخلاقهم وتصرفاتهم ويغير مجرى حياتهم دون أن يشعروا بذلك ودون أن يعترفوا أو يقروا به، ومثلهم في ذلك السكير الذي يتمايل سكراً في الهواء ثم يؤكد أنه لا يتأثر بالخمـر وأنه يسيطر على نفسه تماماً.وغالباً ما يتـحول المدخن إلى شخص قلق عصبي المزاج سريع الغضب إذا حرم من السيجارة لأي سبب كالصوم مثلاً، أو بأمر الطبيب أو لعدم توافر ثمنها، ومن الناس من لا يستطيع التركيز لقراءة كتاب أو أي عمل ذهني إلا والسيجارة في يده، ومنهم من لا يستطيع القيام من فراشه إلا بعد تدخين سيجارة.
قالـوا عـن الدخــان:
يقول الدكتور أ.س كلنتون الطبيب الأمريكي الشهير: إن تعاطي الدخان يضعف الإرادة ويهدم الصحة ويخدر الأعصاب بعد أن ينشطها وينبهها، ويعرض الشباب لمرض السل، ويبتليهم بأمراض القلب، وكثيراً ما يطلب مني أن أصف علاجاً ناجحاً لشاب مصاب بخفقان القلب فكان تسعة أعشار هذه الحالات ناجماً عن عادة التدخين.
يقول هنري فورد رجل الأعمال الملياردير الأمريكي:
إن التبغ (الدخان) مخدر سام، ابتلى به أهل هذا الزمان فاشتدت وطأته وكثرت أضراره في الناس، ولن تجد نهائياً في شركاتي ولا في مصانعي كلها من يتعاطاه البتة بأي شكل من الأشكال.
ويقول جرمين مكلارين أشهر من صور أفلام الدعاية العالمية للسجائر:
وكان يظهر كراعي بقر قوي ينفث بعمق دخان سيجارته، قال قبل أن يموت بأيام بعد أن أصيب بسرطان الرئة: السجائر تقتلكم وأنا الدليل على ذلك، وكم أود لو يأخذوا كل أموالي الآن ويتركوني أقولها على شاشات التلفاز في كل الدنيا: السجائر تقتلكم، ولا تصدقوني فيما قلت قبل هذا.
طرق لعلاج التدخين:
ـ أهم شئ التسليم بأن الدخان من المضرات، والاستعانة بالله والعزم على هجرها. ـ الإكثار من أكل التمر وشرب اللبن البقري يطهر الجسم من آثار النيكوتين، وتتناقص معدلاته في الدم فلا يصبح للجسم حاجة ملحة له كما كان.ـ شرب عصير الجزر والبندورة يومياً بعد الغداء ولمدة شهر ينقي الدم أيضاً من النيكوتين، كما أن شرب العرقسوس الدافئ يزيد من مقاومة الجسم للسموم، بما يمده به من كورتيزون طبيعي.