عضو المجلس المحلي لمحافظة صامطة, المربِّي والأديب والشاعر والوجه الثقافي والاجتماعي المعرف الأستاذ عبدالصمد بن محمد بن أحمد الحكمي, ولِد بمدينة صامطة بمنطقة جيزان عام 1378 هـ
نشأ في كنف ورعاية والده الشيخ محمد بن أحمد الحكمي مدير معهد صامطة العلمي سابقا, واستقى من معين أخلاقه وعلمه وفضله, وكذلك من معين عمه عالم وعلم المنطقة الشهير الشيخ حافظ الحكمي, تغمدهما الله بواسع رحمته وعظيم غفرانه .
درس الابتدائية في المدرسة الأميرية بصامطة "الملك خالد حاليا" , والمتوسطة والثانوية في معهد صامطة العلمي, وأنهى مشواره التعليمي بنيله درجة الليسانس في اللغة العربية وآدابها من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .
عمل معلما للغة العربية في مدرسة صامطة المتوسطة ثم مشرفا تربويا بعدها تم إيفاده معلما خارج المملكة ثم معلما في ثانوية الشيخ عبدالله القرعاوي, ثم وكيلا لثانوية الشيخ حافظ الحكمي والتي ختم فيها بمحظ إرادته مشواره العملي بقرار التقاعد المبكر في 15/1/ 1427هـ
ترأس نادي حطين بصامطة لفترتين رئاسيتين حقق خلالهما النادي مجموعة من المكتسبات الرياضية والثقافية في العديد من المواسم .
له حضوره الأدبي المميز ليس في الشعر فحسب بل في المقال والقصة والمسرحية حيث نشرت له العديد من أعماله في الصحف والمجلات السعودية إضافة إلى ذلك مارس الكتابة الصحفية في جريدة البلاد حيث كان له عمود أسبوعي تحت عنوان " نقطة حبر ".. شعره غزير, تسكنه عاطفة , ويميزه عمق , وتتخلله عبارة شاعرة, ولفظة موحية , ومعان سامية.. شارك في عدد كثير من الأمسيات الشعرية داخل وخارج منطقة جازان.
أنهى لمساته الأخيرة على مجموعته الشعرية الأولى, ومن المأمول وجودها في دور العرض قريبا إن شاء الله.
وطنٌ للريح خَطْوي و دمائيْ
وإلى آفاقِكِ القُصوى انتمائي
وعلى جَفنِيْ تَنامَى هاجسٌ
ينتهي فَقري إليهِ و ثَرائيْ
أَرسُمُ المزنَ على ثغري ضُحىً
وإلى شهوته أُهدي مسائي
ظاعنًا غامتْ دروبي.. والمدى
غبشٌ, والأفْقُ مسلوبُ التَّرائيْ
إيه يا قِبلةَ أياميْ, ويا رعْــ
ــدَ أحلاميْ, ويا سُكْنى دمائيْ
أنتِ يا أعذب دفقٍ في فمي
أنتِ يا أصعب حرفٍ في هجائ
يا مسافاتي التي أُرهِقُها,
سَفَرًا . جاعَ على فِـيْهِ ندائيْ
يا ضجيج العطر في بُرعُمِهِ
يا انثيالَ النُّور في فجْر رجائي
هاكِ من نُوط فؤادي مِزهرًا
فاعزِفي في حفلنا لحنَ وفائي
أسمِعيهم كلما عزَّ الرضا :
أنا إن أُغضي سَلُوا عن كبريائ
فوق أنفي تَتَمطّى الشمسُ وَسْنى
وعلى الغيمِ جرى فضلُ ردائي
سئمتُ. استنطقي كَسَلَ الفُضول
وغُذّي السيرَ نحو دمي وقولي:
عَلَى جَفْنَيْكَ أَعْيَادُ السَّوَاقِي
وَ فِي رِئَتَيَّ أُغْنِيَةُ الحُقُولِ
أُؤثّثُ غيمتي وأنِثُّ عطري
وأسقيكَ السلافةَ من هطولي
دنوتُ وفي جواركَ دِفْءُ وعدي
وشمْلُ ملامحي وندى رسولي
أعيدي فيّ ترتيبي فإني
أُجرّبُ فيكِ أفئدةَ الفصول
لك استمطرتُ سانحةَ الشظايا
وهيّأتُ المشاربَ للشَّمول
عسى فرَحٌ يجدّدُ ماءَ عمري
أَهُشّ به على قَلَق الأُفول
لَجَمْتُ حرائقي . ما امتدَّ منها
إلى لغتي تَعذّر عن وصولي
سأجمعُني على شعرٍ ، وأمضي
أُسَرّحُ فيه وشوشةَ الذهول
رِدِيْ ينابيعَ المنى واغرِفيْ
وحاذري - بالله - أن تُسْرِفيْ
ونَقّلي بين السُّرى والهوى طِفلَكِ
ما أضْيَعَ ألاّ تَفِيْ !
ذاتَ صِبًا أسْرَجتُها ظاعِنًا ، وقلتُ :
هذا الدربُ . هَيّا اقتفيْ
نفْسٌ إذا الألوانُ حِيْزَتْ لها
بغير لون الصُّبح لا تحتفيْ
وبَعد عِقدينِ
نَبَهْنا إلى شُحّ جَنانا التالد الطارفِ
البحرُ لم يحفَلْ بأصدافهِ
والدربُ خاوٍ من سَنا المُنصِفِ
وبين جَنْبَيَّ سرى هاتفٌ
أسِرْتَ في البَرد بلا مِعطف؟
لا تجزعي يا نفسُ إن ليلةٌ
خِلْتِ سنا كوكبِها ينطفيْ
قد كان وِزْرًا أن أُرَى عاشقًا
بغير لثْمِ البدْر لا يكتفيْ
فَرُحْتُ أحتالُ لفقرِ السُّرى
وعُدتُ
كُلُّ الضوء في أحرفي
أفرغتِ قلبك من دمي ومذاقي ؟
وسكبتنِي في دمعك المُهراق؟
لا بأس ، سطرٌ في جبين كرامتي
وبقية الصفحات في إطراقي
وغبارِ أسئلتي يضيق بها المدى
فتعود مرهقةً إلى أوراقي
مسفوحة فوق السطور تلومني
في وصل مسْغبة وجفوة ساقي
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=ssd&shid=596