أعذب الحب
يا أعذب الحب قلي كيف أُرضيها
إن قلت أهواك هل قولي سيكفيها
إن قلت حسناء ما أوفيتُ غانيتي
بل روعة الحسن من أوهى معانيها
الخصرُ والجيد والأهداب تأسرني
والرمش في العين تسبي عقل رائيها
قد استوى الدر مرصوصا بمبسمها
ما إن تحاكيك بان الدر من فيها
ما أدرك الوصف أشعاري ولاقلمي
فكيف وصفي أيا رباه يوفيها
ياقرة العين قد شَبّ الهوى بدمي
واستعذب القلب أشعاري يغنيها
أسْتلهمُ الصبر نارُ الشوق تُحرقني
إدا تغربت من ذا سوف يُطفيها
يهتز شعري وأبياتي وقافيتي
إنْ مرّ طيفٌ بِذكرى من لياليها
وينبض القلب مشتاقا لطلتها
ليكتب الشعر من أحلى قوافيها
ما أعذب الحب في أحضان غانية
أنفاسها الفل والريحان كاديها
أعانق الجيد تحدوني مفاتنها
وألثمُ الثغر تغويني وأغويها
ويَنْجلي الشهدُ مُنسابا على شفتي
وأستقي المر عذبا من مآقيها
وددتُ من فيض عشقي أن أخبئها
أو أنني عن عيون الخلق أخفيها
إشراقةُ الشمس في شطآنها آلقٌ
إطلالة السِحر في لجبٍ وواديها
وردية الخدتزهو في خمائلها
جازان جازان ما أحلى روابيها
ماأجمل الليل والقمراء ساطعة
ورفقة العمر حولي في مسافيها
يمضي بنا الوقت مهما طال في عجلٍ
كأنه العمر لحظات ونقضيها
ينتابني الضيق إن غادرتها زمنا
كأنما العيش لا يحلو سوى فيها
وَهّاجَة الضوءِ في الآفاق لامعة
تزهو على الكل رغما عن معاديها
مامثلها اليوم إن علما وإن أدبا
نوابغ الشعر قد أثرت نواديها
قل للوضيع الذي قد قال منتقصا
من أهل جازان تجريحا وتشويها
في سابق العهد قالوا حكمة برزت
من يأمن السوط لايخشى تواليها
لا دين يبدو ولا الأخلاق مانعةً
من يرضع العهر في الحانات ساقيها
تعلو النفوس بأخلاق تجملها
نفس الخبيثين قد جافت بما فيها
جازان صرحٌ مشيدٌٌ لن يُدنسه
العنصريون من حضرٍ وباديها
إن يذكروها بسوء القول مانقصت
منها المكانة بل تبقى بعاليها
فأين مَن هم كبار القوم كيف لهم
تجرع الصمت لا يبدون تنويها
سندفع القول إن قالوا وإن فعلوا
القول بالقول والأفعال تاليها
ماضَر جازان قد سارت قوافلها
نباح كلبٍ اراد اليوم يؤذيها
في بحرها الجودُ في آفاقها شُهبٌ
جواهر العلم تزهو في شواطيها
سماحة الطبع ترياقٌ تشَرّبه
أبناء جازان ليس الكبر راويها
في كل قُطرٍ تَجّلى من ثَرَى وطني
جازان تعلو بلا شك أياديها
مابين طب وتعليم وهندسة
يشدو بها الكل قاصيها ودانيها
وَهّاجَة الضوءتِيهي في الدُنا ألَقَاً
لن يحجب الشمسَ غربالٌ ويُخفيها

عبدالله الشريف