إن من طبيعة الأنظمة واللوائح والقواعد أنها تحتاج بعد فترة من إسقاطها وتطبيقها إلى شيء من المراجعة وسؤال المستفيدين منها ومن تنطبق في شأنهم فيما يحتاج إلى إقرار واستمرار وما يتطلب إعادة النظر والدراسة، ونظام الإجازات ثلاث إجازات، إجازة الصيف واجازة عيد الأضحى وإجازة عيد الفطر، وإجازة الصيف «هبرة» كبيرة من التعطيل وأيامها قد تصل إلى ثلاثة أشهر متتالية بالنسبة لطلاب وطالبات المدارس والتعليم العالي، لذلك فإنني أضع بين يدي المسؤولين تصورا جديدا لنظام الإجازات يتناغم في طريقته مع ما هو مطبق في معظم دول العالم من حيث تعددها وتنوعها وتباعد المسافة بينها.
أولا: الإجازة الصيفية وهي الإجازة السنوية على أن تكون مدتها (40) يوما، من أول يوم بعد انتهاء الاختبارات إلى أن تبدأ الدراسة.
ثانيا: إجازة العيدين وهي إجازة كل المسلمين في العالم وهي ذات وظيفة بالغة في حياة المسلمين ولذلك جاء تشريعها كعيدين وليس فقط كأيام للإجازة ومن وجوب وعظم الفرح بها حرم الشرع حتى صيامهما وهي عادة أسبوع إلى عشرة أيام لكل عيد بحيث يكون إجمالي إجازتهما عشرين يوما.
ثالثا: الإجازة العربية وهي ما يمكن أن يسمى بإجازة الوحدة العربية وهي يوم واحد فقط يذكر ما بين الأمة العربية من حق الجوار والتناصح والتلاقي ويمكن أن يسمى يوم اللغة العربية ولا ضير في كل معنى عربي يؤدي إلى فضيلة وتآخٍ ومحبة وحلف الفضول هو يوم من أيام العرب في الجاهلية اتحدت فيه قريش على أن ترد الظلم عمن ظلم عندما ظلم أحد سادتها رجلا عربيا فلجأ إلى الكعبة فالتقوا على هذا الحلف وسموه حلف الفضول وقال فيه الرسول الكريم (عليه الصلاة والسلام) «لو دعيت إلى يوم كحلف الفضول لأجبت».
رابعا: الإجازة الخليجية وهي يوم واحد يوافق يوم الاجتماع لدول الخليج حيث بين هذه الدول من الجوار والتلاقي ما هو كبير وكثير ومثل هذا اليوم يعضد ويكرس مفهوم «الخليجي» مثل «الأوروبي» أو «الأمريكي» أو «الآسيوي».
خامسا: الإجازة الوطنية وهي كذلك يوم واحد يذكر بنعمة الله ووحدة الوطن على يد الملك المؤسس طيب الله ثراه وهو معمول به بفضل الله.
سادسا: إجازات تاريخية وهي متعددة وذات مناسبات غالية على نفوسنا لارتباطها بهذه الأمة وتشمل يوم العام الهجري الجديد، ويوم فتح مكة المكرمة، ويوم غزوة بدر الكبرى.
سابعا: إجازة الربيع وهي أسبوع ترتبط بأيام الربيع حيث يكون الجو مناسبا لأخذ إجازة للأسرة والتنزه وكذلك التمتع بالمناظر والجو الجميل.
ثامنا: إجازة القيمة الإنسانية حيث إن الله سبحانه وتعالى قد كرم بني آدم في قوله تعالى «ولقد كرمنا بني آدم» فيمكن أن يكون هناك يوم أو أيام نتحد فيها مع العالم بالرفع من قيمة الإنسان مثل يوم حقوق الإنسان أو يوم تحرير العبيد وغيره مما يمكن أن يدرس.
إن توزيع الإجازة على فترات من أيام العام له فوائد كبيرة من أهمها التجديد النفسي وإدخال الفرح على الصغار وإذهاب الملل والكل بإجازة صيفية طويلة ذات مردودات سيئة على الصحة والتربية والتعليم نفسه وليس من جديد في هذا الاقتراح إلا توظيف الإجازة بعدد أيامها دون زيادة إلى أيام متباعدة تستحق أن ينظر فيها.
أ. د. صالح عبدالعزيز الكريِّم