أحلام ضائعة
لكل طموح بداية ولكل بداية حلم يدور في عقولنا وله جذور ربما تكون طارئة ومنها ماهو طبيعي يتلائم مع تكويننا العقلي الذي هو مدار حياتنا مع المجتمع الذي حولنا والتي تحركها الغرائز بسلبياتها وايجابياتها لان الغرائز التي يشترك بها كل البشر على اختلاف أجناسهم وأديانهم وتاريخهم في الحاضر والماضي والمستقبل فهذه الغرائز يمكن أن تتجه اتجاها سلبيا وربما ايجابي وهذا وارد بدون ادني شك على كل فرد يعيش على هذه الأرض .
إن أحلامنا هي غالبا تكون بداية خيال فكري مختلط المشاعر والأحاسيس ويصغر ويكبر هذا الخيال ليصل إلى حلم يمكن تحقيقه وبأقصر الطرق .
وتختلف هذه الأحلام بين الأفراد كل حسب إمكانياته العقلية والجسدية ويتحكم بهذا مدى الخيال الذي يتبلور عنده وكل خيال في ذاكرة الأفراد هو بالتأكيد ضمن الحدود التي نعيشها وما نحسه .
والأحلام هي نسبية حالها حال كل الإمكانيات البشرية فهي مضطربة غير مستقرة بسبب الفارق بين الأفراد كحالة طبيعية ويحدد هذا الفارق عدة عوامل نفسية وجسدية ويضاف إليها الظروف الاجتماعية التي تحيط بالفرد لان كل طموح له مايوازيه من الأحلام وهذه الأحلام تحددها الإمكانيات المتوفرة .
وأحلامنا هي هدف لتحقيق رغبات متعددة تلبي طموحاتنا مرة نقترب ومرة أخرى نبتعد عنها وحسب ظروف كل فرد .
وهناك إفراد يحملون في أنفسهم مالايطيقونه بخيالاتهم وأحلامهم إلى حد يصل إلى اعتبارها حق مشروع وفقدانها مصيبة كبرى وفي لحظة ليست بالحسبان إذا بهم يفقدون كل حلم هو أصلا خيال لم يصل إلى الحقيقة
فلابد أن لاينسى كل من له أحلام أنها مجرد خيالات وربما تكون بعيدة وربما تكون اقرب إليك من حبل الوريد ولاتظن باحلامك أن هذا هو واقع لامحال فالأحلام الضائعة أكثر من المتحققة فلو كل فرد يحلم ويتحقق حلمه فلن يبقى شيء اسمه أحلام ولا أمنيات .
فلا تذهب بأحلامك إلى أقصى مداها ومن ثم تصطدم بالواقع فالأحلام غالبا أجمل من الواقع الذي نعيشه لان فيه على الأعم من المثاليات والايجابيات مايفوق الجمال الحقيقي
فكم من الأحلام ضاعت بسبب تقديرنا الخاطئ لإمكانياتنا وقدراتنا التي يمكن أن تساعدنا على تحقيقها فليس كل مايتمناه المرء يدركه .
فان من حسن التفكير والتدبير أن لاتضيع نفسك بأحلام لاتلائم قدراتك وإمكانياتك ماديا ومعنويا وفكريا
.لان الأحلام جزء من حياتنا بل من أهم الأجزاء لأنه مرتبط ارتباط وصلة وثيقة بطموحاتنا