عادت أزمة الإسمنت للظهور مرة أخرى في منطقة جازان بشكل أشد من السابق، وبات من الصعب على مواطني المنطقة الحصول على حاجتهم من الأسمنت الذي أصبح كالعملة النادرة هذه الأيام؛ إذ يصعب الحصول على قدر محدود من الأكياس، قد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة إلا بعد انتظار طويل واشتباكات قد تتطور أحياناً إلى ما هو أسوأ.
وروى مواطنون في المنطقة لـ (الوفاق) أن الحصول على عشرة أكياس يعني الانتظار يوماً كاملاً، ليس ذلك فحسب وإنما يعني أيضاً الدخول في مشاجرات وربما ما هو أكثر من ذلك.
وأضاف هؤلاء: لقد أصبح الحصول على الأسمنت في هذه الأيام وتحديداً في صبيا أمراً صعباً للغاية، وذلك لندرة الشاحنات التي تنقل الإسمنت وعدم البحث الجدي لحل هذه المشكلة.
ولم تفلح جهود المحافظة حتى الآن في إيجاد حل للحد من هذه المشكلة المتفاقمة.
وزارت (الوفاق) عصر اليوم مكان بيع الإسمنت في المحافظة، حيث شوهدت طوابير السيارات بكل أنواعها تقف على مسافة ثلاثة كيلومتر تقريباً بانتظار الشاحنات التي تنقل الإسمنت، وهناك العديد من أصحاب السيارات لا يتقيد بالوقوف في الطابور، وذلك لعدم وجود جهة أمنية والأصوات تتعالى ليصل الأمر للشجار .
ومنذ انطلاق الشاحنة من مكان المصنع على بعد أكثر من( 30 كم) تقريباً يقوم أصحاب السيارات بمطاردة السائق والسير خلفه حتى وصول الشاحنة إلى المحافظة في محاولة لشراء ولو ثلاثة أكياس على أقل لكن دون جدوى .
ويقول المواطن حسين خويري ممن تحدثوا لـ (الوفاق): إن الشاحنة قبل أن تصل لموقع البيع المتفق عليه لابد أن تقف عند صاحبها، أي التاجر الذي اشترى الحمولة، حيث يتم إنزال جزء من الحمولة، وعند السؤال عن ذلك كانت الإجابة هي : إن هذه الكمية هي للمحافظة .
ويكمل المواطن جابر هروبي للأسف الشديد أن بيع الإسمنت يتم بفوضى حيث أن الرقابة غائبة، وهناك الكثير من العمالة تشتري الإسمنت وتقوم ببيعة في المرتفعات بسعر أغلى يفوق( 25 ريالاً) للكيس الواحد .
وأدى عدم وجود جهة حكومية تشرف على توزيع كميات الإسمنت في نقاط البيع إلى وجود فوضى ومن ثم ظهور سوق سوداء. ويؤكد مواطنون أنه بينما يحصل البعض على كميات تتعدى العشرين كيساً لا يحصل آخرون سوى على عشرة أكياس فقط. أما من يتقيد بالنظام فيخرج خالي الوفاض. ويشير هؤلاء أيضاً إلى أن هناك من يشتري ثم ينتظر حتى نفاذ حمولة الشاحنة ثم يبيع ما اشتراه بسعر خيالي للذين لم يحصلوا على شيء. هناك سوق سوداء للإسمنت في القرى والمرتفعات الجبلية.
السؤال
ماســــر هذه الأزمة المفتعلة وهل انقطعت السبل لحلها ؟؟