بسم الله الرحمن الرحيم
إن أي عمل بلا هدف ضياع للعمل والمال والجهد معا , فالمعلم يرسم أهداف تدريسه لمادته ليدونه على دفتر التحضير ويسير على الخطة المرسومة طيلة العام الدراسي ليحقق الهدف من كل درس على حده ومن المادة كلها في نهاية العام ، وقس على ذلك المهندس في مصنعه والطبيب في عيادته والعامل في منشأته والخطيب على منبره وكل فرد يعمل في مجتمعه لابد وأن له هدف ينشده ويسعى إليه ليحققه ، إلا الطالب في مجتمعنا ليس له هدف يسعى إليه لأنه لايملك وضع خطته ، بل ينتظر من يرسم له ذلك الهدف ، فالطالب في المرحلة الثانوية مثلا ينتظر من يحدد له تلك الأهداف ويضع خطة فعالة لتقويمها وتوجيه الطالب للاختيار الصحيح من بين تلك الأهداف لكي يستنير الطالب بعد التخرج من الثانوية لإكمال مشواره الدراسي بدون تشتت للذهن أو السير حسب الهوى أو مايمليه عليه الآخرون مما يجعل الطالب أسير مجتمعه وأصحابه الذين يضعون له خطته الدراسية وأين يكمل دراسته ولماذا ، وقد جعل الله لدى كل فرد منا قدرات ربما لايحسن غيرها في الغالب فهذا يصلح طبيبا ماهرا وذاك يصلح معلما نافعا وآخر خطيبا مفوها ، وذاك تاجرا أمينا ، إلا أن عدم وجود محددات لقياس المستوى وتحديد الهوية لدى الطلاب وتوجيههم بما يتلاءم وقدراتهم الجسمية والعقلية جعلنا ندور في ذات الفلك الذي كان وما يزال منذ نشأة التعليم في بلادنا بدون تجديد أو اقتباس مما لدى الآخرون ممن سبقنا في هذا الحقل بعشرات السنين ، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو الأحق بها ، فأصبح المعلم حقا موظفا في دائرة حكومية ، وأصبح القاضي حقا مهندسا ، والطبيب حقا طيارا ، أي أصبح الفرد منا موظفا فقط وليس مهنيا بمعنى يؤدي العمل كوظيفة كي يجد منها لقمة عيشه وما ذاك إلا بسبب الاتجاه الخاطئ غير المسدد من الجهة التي يتوقع منها أن تكون هي القائمة على التربية أولا والتعليم ثانيا والتوجيه لاختيار التخصص الملائم ثالثا حسب المعطيات والمؤشرات خلال فترة دراسة الطالب طيلة ثلاث سنوات بالمرحلة الثانوية والتي عليها أن تقوم بوظيفتها كاملة سواء بتحديد المستوى أودراسة الشخصية من قبل المرشدين بها لجميع الطلاب بدءا من الصف الأول الثانوي وتحديد القدرات والتوجيه والتعزيزلكل طالب بما لديه من قدرات قابلة للتطوير ومن ثم تحديد وجهته الصحيحة ، ثم إن على وزارة التربية والتعليم أن تعيد النظر في مقرراتها بالمرحلة الثانوية ليكون التخصص أعمق ليحصل المطلوب وذلك بزيادة التخصصات لتشمل التربية الإسلامية – اللغة الانجليزية – الرياضيات – العلوم –الحاسب الآلي – اللغة العربية – العلوم الاجتماعية – التربية البدينة – التربية الفنية ، فبدلا من أن يدرس الطالب نوعين من التخصص علمي أو شرعي يوجه لدراسة أحد التخصصات السابقة بعد اخذ رغبته أولا وتحديد قدراته ثانيا ليتم بعدها اتخاذ القرار الصحيح الذي يبني عليه الطالب مستقبله لاحقا ، نأمل من وزارة التربية والتعليم المبادرة ودراسة هذه الأطروحات ومناقشتها جيدا لمعرفة مدى ملائمتها من عدمه والله الموفق
** محمد احمد آل مخزوم الغامدي