الآن نحن بحاجة لفرسان العلم، وفرسان الخيل لهم وقتهم .
حمود أبو طالب
نقلت «عكاظ» يوم أمس حديثا لسمو وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله لا يمكن مقاومة رغبة التعليق عليه
ونرجو أن يتفهم الأمير الخلوق مبررات الاهتمام الخاص بكل ما يحدث في الوزارة، فليس ثمة وزارة أخرى بقدر أهميتها في تشكيل مستقبلنا .
الأمير فيصل في حديثه «جابها من الآخر» حين قال: كنا متفائلين بالقدرة على التخلص من المباني المستأجرة وخلق بيئات تعليمية جاذبة للطلبة
لكن ــ للأسف ــ كان الحمل كبيرا ووقفت عدة عوائق أمام التخلص منها
وهي لا تزال موجودة في عدة مدن، ونحن نعمل حاليا على إعداد خطة متكاملة للتخلص منها في السنوات المقبلة .
ونحن والله كنا متفائلين أكثر، بل إن سقف تفاؤلنا كان مرتفعا جدا
فالدولة أغدقت بلا حدود على الوزارة ومنحتها ميزانيات استثنائية لا تجعل شيئا يستعصي على الإنجاز،
وإذا كان الوزير يشعر الآن بالأسف، فإننا نشعر بإحباط وحسرة بالغة عندما لم يكن الدعم الهائل للوزارة بكل أشكاله كفيلا بتخليصها من إحدى مشاكلها الرئيسية
وهي المباني المستأجرة، وعندما لم يكن هذا الدعم قادرا على إزالة العوائق التي أشار إليها الوزير.
وعندما يشير إلى إعداد خطة للتخلص منها في السنوات المقبلة، فليسمح لنا بالقول إن هذا الكلام يقلقنا أكثر مما يريحنا،
إذ يبدو أن الخطط لا تحسب حساب العوائق المحتملة لتفاجأ بها، ثم ننتقل من خطة إلى أخرى، فمتى؟ متى يا سمو الأمير؟؟.
وأما موضوع فشل الشركات الصينية التي تعاقدت معها الوزارة لتنفيذ مشاريع مدرسية وتحميلها المسؤولية ،
فإنه موضوع يحتاج إلى توضيح ملابساته بشفافية لنكون على بينة من الأمر
ولا سيما والأمل كان معقودا على تلك الشركات في إنجاز المشاريع خلال وقت قياسي فإذا بالموضوع ينهار ثم يلفه الصمت .
وطالما الأمور تمضي هكذا، فإن البيئات التعليمية الجاذبة للطلبة التي تمناها الوزير ولم تتحقق ستستمر أمنية إلى أجل علمه عند خالق الكون ومدبر شؤونه.
أما المفارقة المثيرة في حديث الوزير فهي كشفه عن نية الوزارة إدخال رياضة الفروسية في المدارس العامة
بمختلف المراحل من خلال خطة لإدراجها ضمن المناهج العامة وتخصيص أوقات لها.
نرجوك ــ يا سمو الوزير ــ تأجيل هذا الموضوع حتى نتجاوز مشاكل الطالب والفصل والمعلم والمبنى والمنهج .