رثاء الحذاء
في هذه الأيام انتشرت في المجتمع سرقة الأحذية من المساجد
وهذا فعل دنيء الطبع سافل الخلق
وفي يوم من الأيام وبعد أن أدينا الصلاة
خرجت فإذا حذائي أكرمكم الله غير موجودة
فبحثت عنها فلم أجدها
عندها أيقنت أنها قد سرقت والشكوى على الله
فقلت
عاشتْ معـي فـي أُلفَـةٍ ووئـامِ = تختالُ من خلفـي ومـن قُدَّامـي
ومكثتُ شهـراً أعتنِـي بجمالهـا =وأحيطُـهـا برَتَـابَـةٍ ونـظـام
أخشى عليهـا أن تصـابَ بِعِلَّـةٍ = أو أن يصـابَ أديمُهـا بسـقـام
ما لامسَ المـاءُ الـزُّلالُ أَدِيمَهـا = كـلاَّ ولا دخَلَـتْ إلـى حَـمَّـامِ
صُنِعَتْ على عَيْنِ المُصَنِّعِ، فانبَرى = فيهـا الجَمَـالُ يحيـطُ بالأَقْـدام
(تُرْكِيَّةٌ)مهما أقـول ، فلـن أَفِـي = وصفـاً لهـا، بكتابـة وكــلام
صاحبتُها فوجدتُها نعْـمَ الرفـيـ = ـقُ بيقظتي تبقـى معـي ومنامـي
أمشي ولا أخشى الردى ، فَبِطانُها = يحمـي مـن الأعـراض والآلام
لن تبلغَ الرَّمْضاءُ من رِجْلِـي أذى = كـلاَّ ولا أخشـى الأذى بظَـلام
وبعصْرِ يومٍ ، بعدمـا أدَّى الأُلَـى = فرضَ الصـلاةِ ، فَقَدْتُهـا بسَـلام
فُوجئْتُ لمَّا لـم أجدْهـا خارجـاً = بين الشباشب ، في جُمـوعِ أَنَـام
فَطَفِقْتُ أبحثُ عنـد كـلِّ دَعامَـةٍ = عَلِّي بـأن أحْظَـى بهـا قُدَّامِـي
أرْنو إلى هذا المكـانِ ، وأَنْثَنِـي = أرْنـو لآخَـرَ ، باحثـاً بتَـمَـام
لكنَّنِـي -والله يعلـم حالـتـي - = قد ألجئت نفسـي إلـى استسْـلام
أيقَنْتُ أَنِّـي لـم أجدْهـا بعدمـا = وَلَّـتْ، بفعـلِ مُعَـلَّـمٍ مِـقْـدام
ذاك الذي أخذ الشباشبَ وانْبَـرى = فـي خِسَّـةٍ، ولآمَـةٍ ، ومَــلام