البسملة في سورة الفاتحة

[البحار الكبير]

بسم الله الرحمن الرحيم

اخواني اليست البسملة في سور ة الفاتحة تعتبر آية رقم واحد ؟
فلماذا لم نقرأها عند القراءة وخصوصا في الصلاة ؟
افيدونا اثابكم الله


(إ بنتي هي التي نبهتي الى هذا الموضوع)

[هادي]

أخي البحار بارك الله فيك وحفظك قال ابن عثيمين رحمه الله في شرحه على الممتع
*************
قوله: «وليست من الفاتحة» الضَّميرُ يعودُ على البسملة، بل هي آيةٌ مستقلِّة يُفتتح بها كلُّ سورة مِن القرآن؛ ما عدا براءة، فإنه ليس فيها بسملة اُجتهاداً من الصحابة، لكنه اجتهاد - بلا شك - مستندٌ إلى توقيف؛ لأننا نعلم أنه لو نزلت البسملة بين الأنفال وبراءة لوجب بقاؤها؛ لأن الله يقول: )إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) فلمَّا لم يكن، عُلِمَ أن اجتهاد الصَّحابة كان موافقاً للواقع.
والدليل على أنها ليست من الفاتحة ما ثبت في «الصحيح» من حديث أبي هريرة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله تعالى: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبدُ: الحمدُ لله ربِّ العالمين، قال اللَّهُ تعالى: حَمَدَني عبدي...» الحديث.
فإن قيل: إذا لم تكن مِن الفاتحة؛ فإنه مِن المعلوم أنَّ الفاتحةَ سبعُ آيات، فكيف تُوزَّع السَّبع الآيات على الفاتحة إذا أخرجنا البسملةَ منها؟
فالجواب: أنها توزَّع كالآتي:
)الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الفاتحة:2) الأولى.) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة:1) الثانية.)مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) (الفاتحة:4) الثالثة.)إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة:5) الرابعة.)اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) (الفاتحة:6) ))صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِم)(الفاتحة: من الآية7)السادسة.(غيرالْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ)(الفاتحة: من الآية7)السابعة.
هذا التَّوزيعُ هو المطابق للمعنى واللَّفظِ. أما مطابقته للَّفظ: فإننا إذا وزَّعنا الفاتحةَ على هذا الوجه صارت الآيات متناسبة ومتقاربة.لكن إذا قلنا: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) هذه الآية السادسة. )صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) (الفاتحة:7) صارت السابعة طويلة لا تتناسب مع الآية السَّابقة، فهذا تناسبٌ لفظي
وأما التَّناسبُ المعنوي: فإن الله تعالى قال: «قَسَمْتُ الصَّلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سألَ. فإذا قال العبدُ: )الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الفاتحة:2 قال الله تعالى: حَمَدني عبدي. وإذا قال: {الرحمن الرحيم } قال: أثنى عَليَّ عبدي. وإذا قال: {مالك يوم الدين }، قال: مجَّدَني عبدي. فهذه ثلاث آيات كلُّها لله.
فإذا قال: { )إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة:5)
قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل» . فيقتضي أن تكون النِّصفُ هي إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) وهي الرابعة. والخامسة، والسادسة والسابعة)اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيم)( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِم غيرالْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) فتكون الآيات الثلاث الأولى لله تعالى، والآيات الثلاث الأخيرة للعبد و
(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) الآية الوسطى، بين العبد وبين ربِّه.
فإن قال قائل: إذا قلتم ذلك فكيف الجواب عمَّا نجدُه في المصاحف: أن أول آية في الفاتحة هي البسملة؟
فالجواب: هذا الترقيم على قول بعض أهل العلم : أنَّ البسملة آية من الفاتحة. ولهذا في بقية السُّور لا تُعدُّ مِن آياتها ولا تُرقَّم. والصَّحيحُ أنها ليست مِن الفاتحة، ولا مِن غير الفاتحة، بل هي آية مستقلَّة.
إذا قال قائل: قلتم: إن البسملة آية مستقلَّة. ونحن وجدناها في كتاب الله آية ضمن آية في قوله: )إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (النمل:30)
قلنا: هذه حكاية وخبر عن كتابٍ صَدَرَ مِن سُليمان، وليس الإِنسان يقرؤها على أنه سيبتدئ بها في مقدمة قراءته للسُّورة، لكنها مقدِّمة كتاب كَتَبَهُ سُليمان عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، ونَقَلَهُ لنا اللَّهُ ، فليس من هذا الباب.

[البحار الكبير]

سيدي اليتيم 1
اثابك الله ونفع بك المسلمين
جل التقدير والاحترام

[أسامة مصلح]

أخي البحار الكبير قد قرأت عن هذا الموضوع كدراسة عددية رقمية
منذ فترة وحين سألت هنا أحببت أن أنقل لك ما قرأت وللجميع الحكم بعد ما يقرأ الكل ما نقلت :

سر البسملة "رأي مثير وجديد" مسألة البسملة هي معضلة حقيقية ومثار جدل،لم يصل فيه أحد إلى نهاية تقف بالجميع عند حد ثابت أو رأي متفق عليه . هل البسملة آية من سورة الفاتحة أم لا ؟ - مع الاتفاق على أن عدد آيات البسملة هو 7 سواء اعتبرت البسملة منها أم لم تعتبر - هل تعتبر آية من كل سورة أم لا ؟ هل تعتبر آية مستقلة أم لا ؟ .

ولا يخفى أن خصوم القرآن قد وجدوا في مثل هذا الجدل منفذا للتشكيك وإثارة الشبهات حول القرآن ، فما معنى أن يجهل المسلمون أمرا بسيطا كهذا ؟ وأن ليس لهم فيه رأي واحد . قد لا يجد البعض في كل ذلك ما يدعو للقلق , فسواء اعتبرت البسملة كذا أو كذا , فالقرآن لا يتأثر بهذا الاختلاف . وقد يرى البعض غير ذلك . فما المانع أن يكون لنا رأي واحد نتفق عليه ونقتنع به حتى نتمكن من نقله إلى غيرنا والدفاع عنه ؟ .
حقيقة أنا لا أستطيع أن أجادل خصما فأقول له : إن آية البسملة هي الآية الأولى في سورة الفاتحة ، لأنه سيقول لي : إن من علمائكم من لا يعتبرها كذلك ، ولو قلت له : البسملة آية منفصلة سيرد علي : فلماذا تجعلونها الأولى في سورة الفاتحة ؟ ....المسألة ليست بسيطة ؟.
حسم الخلاف :
السؤال : هل يمكن أن نجد في الإعجاز العددي ما يحسم لنا هذا الخلاف ؟ ويريحنا من هذا الجدل ؟
لقد سبق لي أن كتبت مقالة عن الإعجاز العددي في آية البسملة ، وكتب غيري أيضا ، والنتيجة التي انتهى إليها الجميع أن آية البسملة هي الآية الأولى في سورة الفاتحة ، وعدد آيات القرآن بهذا الاعتبار 6236 آية . وهذا هو الحال المعتبر في المصحف الموجود بين أيدينا " مصحف المدينة النبوية " .
إلا أن كل ذلك لم يضع للجدل حدا . ولا يقتصر الأمر على المشككين بالقرآن ، فحتى بعض المسلمين المعارضين للإعجاز العددي ، يتخذون من الاختلاف في آية البسملة سلاحا للتشكيك في أبحاث الإعجاز العددي .
دعوة للتدبر :
فيما يلي دعوة للتدبر في ظاهرة عددية ، قد تختزن الحل لمعضلة آية البسملة .
عدد آيات البسملة 7 وعدد كلماتها 29 بالبسملة . وعدد ما ورد فيها من حروف الهجاء 21 حرفا , وعدد حروفها 139 حرفا .
صف العددين 7و29 يعطينا العدد 297 . وإذا جعلنا عدد كلمات الفاتحة قبل عدد آياتها , فالعدد الناتج من صف العددين سيكون : 729 .
الملاحظة الأولى : العدد 297 كما أوضحنا ، هو ما نحصل عليه أيضا من طرح العدد 114عدد سور القرآن الكريم من معكوسه والذي هو 411 ( 411 – 114 = 297 ) .
الملاحظة الثانية : إن حاصل ضرب العدد 297 في 21 = 6237 .
( 21 : عدد ما ورد في سورة الفاتحة من حروف العربية ) .

المعلوم لدينا أن عدد آيات القرآن 6236 ، فهل يمكن أن يكون 6237 ؟ وهل يمكن التوفيق بين العددين ؟
قد تكون الإجابة : نعتبر البسملة آية مستقلة ، وعدد آيات البسملة 7 بدون البسملة ، وهكذا يكون عدد آيات القرآن 6236 بدون احتساب البسملة و6237 باحتساب البسملة . وهذا ما يتفق مع أحد الآراء ، فبعض طبعات المصاحف تجعل الآية رقم واحد في سورة الفاتحة هي الآية " الحمد لله رب العالمين " .
الملاحظة الثالثة : من الملاحظات في العدد 6237 :

- يبدأ بالرقم 7 كما أن القرآن يبدأ بسورة مؤلفة من 7 آيات .

- ينتهي بالرقم 6 ، كما أن القرآن ينتهي بسورة عدد آياتها 6 .

- يشكل الرقمان في الوسط العدد 23 وهو كذلك مدة نزول القرآن .

- مجموع أوله وآخره 13 ، وهو كذلك فترة الدعوة والرسالة في مكة المكرمة .

- يتشكل العدد 6237 من عددين هما 37 و62 ومجموعهما 99 وهو كذلك عدد أسماء الله الحسنى .

ملاحظات قد تشكل دعما ما للأخذ بهذا العدد , ولكن ........

الملاحظة الرابعة : إذا عدنا إلى العدد 729 كما أوضحنا – الترتيب الثاني لعددي كلمات وآيات سورة الفاتحة– نلاحظ أن حاصل ضرب هذا العدد في 7 يساوي : 5103 .

العدد 5103 هو مجموع أعداد الآيات في سور النصف الأول من القرآن دون احتساب للبسملة ( بهذا الاعتبار يكون عدد آيات سورة الفاتحة 6 آيات بدون البسملة ) .

باحتساب البسملة يصبح العدد 5104 . ونجد الإشارة إلى هذا العدد في معادلة الترتيب الثانية والتي هي : 19 ×3 = 57 . الإشارة تأتي بالصورة التالية :

319 × ( 19 – 3 ) = 5104 .

ونجد الإشارة نفسها بصورة جمع العددين 1913 وعكسه 3191 .
1913 + 3191 = 5104 ( منشأ العددين 1913و3191 هما العددين : 19 وعكسه والعدد 13 وعكسه وهما أهم محاور نظام بناء الترتيب القرآني ) .

( ونلاحظ هنا أن عدد حروف سورة الفاتحة والذي هو 139 ، مؤلف من أرقام العدد 319 نفسها ، كما أنها هي الأرقام نفسها في العددين 1913 و 3191).
الملاحظة الخامسة :
إذا اعتبرنا أعداد آيات سور النصف الأول من القرآن 5103 ، فهذا يعني اعتبار الفاتحة 6 آيات والبسملة آية مستقلة ، وبذلك يكون عدد آيات القرآن 6235 بدون البسملة و6236 بالبسملة . وهذا يتعارض مع القول أن عدد آيات سورة الفاتحة سبع سواء اعتبرت البسملة منها أو لم تعتبر .
وإذا اعتبرنا العدد 5104 فهذا يعني أن البسملة هي الآية الأولى في سورة الفاتحة ، وسورة الفاتحة 7 آيات بالبسملة . وهذا الوضع هو المعتبر في مصحف المدينة النبوية .
وبهذا الاعتبار فعدد آيات القرآن 6236 آية باعتبار البسملة آية من سورة الفاتحة وليست مستقلة عنها . هنا لا مجال لافتراض العدد 6235 .
- إذا اعتبرنا سورة الفاتحة 7 آيات والبسملة آية مستقلة ، فعدد آيات القرآن 6236 آية ، فإذا احتسبنا آية البسملة فالعدد 6237 ، وهنا يتعارض العدد 6237 مع العدد 5103 . فباعتبار العدد 5103 يجب أن يكون عدد آيات سورة الفاتحة 6 آيات والبسملة آية مستقلة .
هل من سبيل إلى التوفيق بين هذه الآراء ؟
الجواب : نعم .
البسملة العامة :
هناك بسملة أخرى غير البسملة الموجودة في سورة الفاتحة ، ما يمكن أن نسميها " البسملة العامة " والتي تغطي جميع سور القرآن .. إنها البسملة الموجودة في أوائل سور القرآن ، إلا أنها لا تعد آية من كل سورة ، إنها آية عامة تغطي جميع هذه السور ، هي آية واحدة وإن تكررت في بداية 112 سورة غير الفاتحة ،ولذلك فهي لا تعد في آيات تلك السور .( ولهذه الآية دور مهم في دراسة ترتيب سور القرآن وآياته ).
هذه الآية هي التي تعطينا العدد 6237 دون أن يترتب على ذلك أي تعارض .
وبذلك ، إذا اتفقنا على هذا الرأي :
وقلنا أن عدد آيات القرآن 6236 فقولنا صحيح .
وإذا قلنا أن عدد آيات القرآن 6237 فقولنا صحيح باحتساب الآية العامة .
وإذا قلنا عدد آيات النصف الأول من القرآن 5104 فقولنا صحيح .
وإذا قلنا عدد آيات النصف الأول من القرآن 5103 مع الإشارة إلى عدم احتساب البسملة فقولنا صحيح .
مثال على اعتبار للبسملة العامة :
مجموع أعداد الآيات في سور الفواتح هو 2743 دون اعتبار للبسملة . من مظاهر الإعجاز العددي في هذا العدد انه من مضاعفات العدد 13 فهو حاصل ضرب 211 في 13 . والعدد 13 هو محور رئيسي للعلاقات الرياضية في سور الفواتح .
كما أن العدد 2743 يختزن إشارة خفية إلى العدد 78 والذي هو مجموع الحروف المقطعة الواردة في جميع هذه السور . والإشارة تأتي بصورة مجموع تربيع كل من أرقام العدد 2743 أي : 9 + 16 + 49 + 4 = 78 .
إذا أضفنا آية البسملة للعدد 2743 يصبح المجموع : 2744 .
سنجد أن العدد 2744 = 14 × 14 × 14 .
ومن المعلوم أن عدد الفواتح في سور الفواتح هو 14 وأن عدد ما ورد في هذه الفواتح من حروف العربية هو أيضا 14 .
ونلاحظ أيضا أن العدد 2744يساوي : 196 × 14 .
العدد 196 هو صورة لأرقام المعادلة : 6 × 19 ( 6×19 = 114 عدد سور القرآن ) .
مثال آخر : عدد آيات القرآن 6236 . النصف الأول : 5104 ، والنصف الثاني : 1132 . الفرق بينهما هو : 3972 . يرتبط هذا العدد بعلاقات رياضية ما ..
إذا أضفنا إلى العدد 1132 آية البسملة العامة يصبح 1133 ، ويصبح الفرق بين نصفي القرآن : 3971 عدد يساوي : 19 × 209 .
( لا تضاف آية البسملة إلى العدد 5104 لأن البسملة في سورة الفاتحة إحدى هذه الآيات )
النتيجة : إن إضافة آية البسملة العامة ( لتغطية عدد من سور وآيات القرآن ) تؤدي للكشف عن جوانب جديدة من الإعجاز في ترتيب القرآن .
ولعلنا أخيرا نقرب كل هذا فنقول : لنفترض أننا سنطبع "جزء عم ّ " في كتاب مستقل ، فهل يمكننا أن نفعل ذلك دون ذكر للبسملة ؟ البسملة الموجودة في أوائل سور هذا الجزء هي البسملة العامة ، وهي واحدة عددا مهما تكررت .
الملخص : عدد آيات القرآن 6236 آية باعتبار البسملة آية من سورة الفاتحة , و 6237 باعتبار وجود بسملة عامة تغطي سور القرآن كلها .
والله أعلم .


اجتهدت وأتمنى لكم الفائدة / أسامة مصلح ؛

[أسامة مصلح]

http://www.alargam.com/sorts/jalghoom/8/5.htm

[البحار الكبير]

الاخ اسامة مصلح
اسال المولى تعالى ان يصلح شأنك كله وان يثيبك على ما اوردت من توضيح
رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا
تقديري واحترامي

[رديمة]

بارك الله فيكم على هذا الطرح
وجزاكم الله خير
في ميزان حسناتكم ان شاء الله