إنجازات وطنية

نافورة جدة
إيقاع المدينة الساحر


هي معلم من معالم الجمال يراه الناس عن بعد أينما كان موقعهم في جدة، وتلتقي أعين كلما اقتربوا من المدينة جوا وبرا وبحرا، وتقع في الجزاء الموازي للكورنيش، إنها النافورة الشهيرة التي أمر الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله بإنشائها لتشع بألوانها الجذابة ليلا وتتدفق إلى ألأعلى في تصميم هندسي مائي بديع لتضيف قصيدة جميلة في ديوان الحسن الذي تتمتع به محافظة جدة.
وتقع النافورة تحديدا في الكورنيش الشمالي الذي يصل امتداده إلى أكثر من ضعف امتداد الكورنيش الجنوبي، إذا يبلغ طوله 58 كم من وسط المدينة حتى خليج سلمان شمال شرم أبحر، ويشمل الواجهة البحرية لمركز المدينة وبحيرة الأربعين وخليج الرويس في منطقة الميناء القديم ثم الاتجاه شمالا بمحاذاة البحر، ويمتد هذا الكورنيش لأكثر من 100 كم، ويتعبر أطول كورنيش في العالم، وتنتشر على امتداده 14 بحيرة صناعية إضافة إلى 123 نافورة من بينها نافورة الملك فهد.
ولعل ما يميز هذه التحفة الفنية هو أن 4000 م2 [ متر مربع ] تظل الهواء بصورة متواصلة مكونة هالة ضبابية تزيدها الألوان سحرا، وتندفع هذه المياه بقوة ثلاث مضخات عملاقة وبسرعة 320 كم في الساعة وبارتفاع 261 م.
ومما يزيد في روعة هذا المعلم البارز الذي يتوسط زرقة مياه البحر هو الشكل الهندسي المقتبس من المبخرة في إشارة جميلة لعبق وأصالة التراث العربي الإسلامي، حيث يظهرها هذا الشكل شاهقة فيمكن رؤيتها من أي مكان من جدة، ينبعُ رذاذ الماء منها كالبخور في ليلة عرس العروس جميلة حالمة تنير وتطلق رذاذها المتلون بألوان الضوء والسماء لتزف بها عروس البحر كل ليلة